غزة- قنا- الأناضول- دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ454 وسط إبادة جماعية خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.. وجاء البرد القارس ليزيد معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقد استشهد 36 فلسطينيًا وأصيب آخرون، أمس، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت تجمعات مدنية في مختلف أنحاء قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي لمراسل الأناضول، بـ«استشهاد 11 فلسطينيا بينهم 4 أطفال و3 نساء، وإصابة 15 آخرين في قصف جوي إسرائيلي على خيام تؤوي نازحين في مواصي خان يونس التي تصفها إسرائيل بأنها منطقة آمنة».
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إنّ «طائرة حربية اسرائيلية قصفت عدة خيام تؤوي نازحين بمحيط مخيم حي السلام غرب منطقتي بئر زنون والشاعر في مواصي خان يونس، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين وهم نيام».
وأضاف الشهود أن النيران اندلعت في خيام النازحين القريبة من الخيام المستهدفة بسبب شدة القصف الإسرائيلي.
وهذا النوع من القصف الإسرائيلي متكرر، إذ سبق أن شنت تل أبيب هجمات على المنطقة التي تمتد لمسافة 12 كلم على طول ساحل البحر المتوسط بين مدينتي دير البلح شمالا ورفح جنوبا، ما تسبب بمجازر مروعة سقط فيها مئات القتلى والجرحى من الأطفال والنساء، رغم تصنيف إسرائيل لها «منطقة آمنة» ودفعها سكان غزة للهجرة إليها قسرا.
وفي منطقة بني سهيلا بخان يونس (جنوب) قال مسعفون فلسطينيون لمراسل الأناضول إن «فلسطينيين استشهدا وأصيب عدد آخر بقصف إسرائيلي استهدف تجمعا مدنيا».
وأفاد مصدر طبي في «مستشفى شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح (وسط) لمراسل الأناضول، باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة عدد آخر بقصف إسرائيلي استهدف تجمعًا للمواطنين بمحيط «محطة بهلول» على شارع صلاح الدين شرق المدينة.
وقال شهود عيان للأناضول إن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت تجمعا لفلسطينيين قرب مدخل «محطة بهلول للوقود» على شارع صلاح الدين شرق مدينة دير البلح، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد كبير من المواطنين نقلوا إلى «مستشفى شهداء الأقصى».
وفي مدينة غزة؛ استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف طائرة استطلاع إسرائيلية تجمعًا للمواطنين في سوق مخيم الشاطئ القديم غربي مدينة غزة، وفق مصدر طبي بمجمع الشفاء الطبي لمراسل الأناضول.
وقال شهود عيان للأناضول: «إنّ طائرة إسرائيلية قصفت مجموعة من الأهالي أثناء تواجدهم في سوق مخيم الشاطئ القديم خلف عيادة الخدمات العسكرية، ما تسبب باستشهاد 4 فلسطينيين على الفور وإصابة عدد آخر نقلوا على إثرها للمشافي».
كذلك استشهد فلسطيني بنيران طائرة مسيرة إسرائيلية «كواد كابتر» استهدفت فلسطينيين في «شارع الشعف» بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفق مصدر طبي في المستشفى المعمداني لمراسل الأناضول.
أما في شمال قطاع غزة؛ فقد استشهد 10 فلسطينيين وأصيب آخرون بغارة إسرائيلية استهدفت تجمعًا مدنيًا في جباليا البلد، وفق شهود عيان لمراسل الأناضول.
واستشهد 18 فلسطينيا وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لمناطق متفرقة شمال وجنوب قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن 8 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح، في قصف الاحتلال منطقة تقاطع طرق، غرب مدينة غزة شمالا.
وفي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، استشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون، جراء غارة للاحتلال استهدفت مبنى وسط المدينة. كما أصيب 3 فلسطينيين، بينهم امرأة، جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين شمال غربي النصيرات وسط القطاع، بينما استهدفت مدفعية الاحتلال محيط المستشفى الإندونيسي شمال القطاع.
وأفادت مصادر طبية في القطاع، بأن 52 فلسطينيا استشهدوا في غارات الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر أمس.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ454 على التوالي إلى 45 ألفا و581 شهيدا، و108 آلاف و438 مصابا.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن قوات الاحتلال ارتكبت خمسة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 28 شهيدا و59 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، منوهة إلى أن عددا من الضحايا مايزالون تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب القيود الإسرائيلية.
وأعلنت حركة حماس، أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 50 فلسطينيا، معظمهم أطفال ونساء، إمعانا في الإبادة الجماعية بقطاع غزة.
ونددت الحركة، في بيان، بـ«تصعيد الاحتلال عدوانه على مختلف مناطق قطاع غزة، واستهداف خيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس (جنوب)، وقصف المنازل على رؤوس مَن فيها من سكان ونازحين في جباليا ومدينة غزة (شمال) ودير البلح (وسط)».
وأفادت بأن هذا التصعيد أدى «في حصيلة أولية إلى ارتقاء أكثر من 50 شهيدا، معظمهم من النساء والأطفال».
وشددت على أن ذلك يمثل «إمعانا متواصلا من الاحتلال الفاشي في حرب الإبادة ضد المدنيين العزل، وانتهاكه غير المسبوق للقوانين الدولية والإنسانية».