+ A
A -
جريدة الوطن

افتتحت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا معرضًا فنيًا مميزًا بعنوان «مدينة الذكريات»، للفنان البنغالي قاضي صلاح الدين أحمد (kazi Salahuddin Ahmed). جاء ذلك بحضور السيد سيف سعد الدوسري نائب مدير عام كتارا ومدير الموارد البشرية في المؤسسة وسعادة السيد محمد نظر الإسلام سفير جمهورية بنغلاديش الشعبية لدى دولة قطر وعدد من أصحاب السعادة السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية.

ويقدم المعرض الذي يستمر في المبنى 47 إلى غاية 7 يناير الجاري، تجربة فريدة تأخذ الزوار في رحلة إلى قلب «دكا القديمة»، حيث يستعرض الفنان تراثها وثقافتها الغنية من خلال أعمال فنية معاصرة. ويعد هذا المعرض انعكاسا لتجربة قاضي أحمد في العيش في دكا القديمة، المنطقة التاريخية التي تأسست في القرن الخامس عشر. من خلال لوحاته وأعماله الفنية، حيث يُبرز الفنان العلاقة العميقة بين السكان وبيئتهم المعمارية، مستعيدًا روح الحياة المجتمعية التي تتسم بالتآلف والاندماج.

وبهذه المناسبة، قال سعادة سفير جمهورية بنغلاديش الشعبية لدى دولة قطر: يقام هذا المعرض بالتعاون بين المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا وسفارة بلاده. وهو يأتي بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاما من علاقات الصداقة بين بنغلاديش وقطر. مشيرًا إلى أنَّ هذا المعرض يعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين. وتقدّم سعادته بالشكر لكتارا على دعمها المستمر لتحقيق التبادل الثقافي قائلا إنَّها تُعد منصة عالمية رائدة تجمع الثقافات والفنون من مختلف أنحاء العالم. وبخصوص المعرض قال إنّه ليس فقط احتفاءً بالإبداع الفني، بل هو أيضًا رسالة إنسانية عميقة تُبرز الروابط القوية بين التراث والمجتمع.

وتعليقا على المعرض قال الفنان قاضي صلاح الدين أحمد: أعيش في الجزء القديم من دكا، عاصمة بنغلاديش، حيث بُني هذا الجزء على يد المغول منذ القرن الخامس عشر، وتطوّر كمركز إقليمي للتجارة في منطقة البنغال الشرقية. وعلى الرغم من مرور حقبة الاستعمار البريطاني، حافظت دكا القديمة على طبيعتها الأصلية وثقافتها الفريدة لعدة قرون.

وتميزت هذه المنطقة بثقافة حضرية استثنائية، تمتاز بلهجة محلية مميزة وأسلوب حياة خاص، حيث تتداخل الحدود بين الحياة الشخصية والنشاطات المجتمعية بشكل لا يكاد يكون واضحًا. هنا، يعيش الناس بروح من الفرح والاندماج الاجتماعي والشعور العميق بالانتماء، وهو ما يتجسد بوضوح في عمارتها. تعكس المباني المتلاصقة والطرق الضيقة والأبواب والنوافذ التي تفتح مباشرة على الأزقة الرئيسية طبيعة المجتمع المتماسك وحياته القريبة.

لذلك كان هدفي الرئيسي في أعمالي التي قدمتها في هذا المعرض هو كسر الصور النمطية التي تُرسَم حول هذا النمط الفريد من الحياة. شخصيا أؤمن أن دكا القديمة تحمل الكثير من القيم التي يمكن أن تلهمنا، خاصة في ظل التغيرات السلبية التي جلبتها النزعة الفردية إلى مجتمعاتنا.

وفي عصر تسوده المنافسة الشديدة، تقدم دكا القديمة نموذجًا قويًا من الترابط الاجتماعي، والعمل الجماعي، والانتماء المجتمعي، وهي قيم نحتاج إلى استعادتها وإحيائها. ويركز عملي على إعادة اختراع المدينة القديمة، وأحاول من خلال رؤيتي أن أصور أسلوب حياة ينبع من كنز دفين من الذكريات، حياة مهددة بالاندثار. إذا فُقدت هذه الحياة، فإنها ستتركنا فارغين ومجردين من جوهرنا. وأضاف: تعكس الأشكال والتصاميم والألوان والهياكل في عملي هذه الفلسفة الجوهرية. كما أنها تحتوي على عناصر مستوحاة من ذكريات طفولتي وجوانب من الحياة اليومية، ما يخلق مزيجًا متناغمًا يعبر عن إيقاع المدينة القديمة، بموسيقاها وروائحها وملمسها الخاص.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ المعرض مفتوح للجمهور يوميًا من الساعة 10 صباحًا وحتى 10 مساءً، وهو فرصة لعشاق الفنّ لاستكشاف رؤية فريدة مستوحاة من مدينة مليئة بالتاريخ والذكريات.

copy short url   نسخ
03/01/2025
0