حققت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، العديد من الإنجازات خلال عام 2024 والتي تسهم في تحقيق رؤيتها الرقمية المستقبلية، ويأتي في مقدمتها إطلاق الأجندة الرقمية 2030. فهذه الأجندة هي الخطة الشاملة التي وضعتها الوزارة لضمان سير جميع مشاريعها في الاتجاه الصحيح، بمعنى أن تستهدف كل هذه المشاريع بناء بيئة رقمية متطورة ومتكاملة ومستدامة، تتماشى مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة ورؤية قطر الوطنية 2030.
وتتمحور الأجندة حول 6 ركائز رئيسية تستهدف تطوير جميع القطاعات الحيوية في الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، لبناء اقتصاد رقمي مزدهر.
ويعد مشروع «فنار» من أهم مشاريع الوزارة، حيث تتعاون الوزارة مع مجموعة كبيرة من المؤسسات المحلية والعربية لإنشاء نموذج ذكاء اصطناعي توليدي باللغة العربية، وسيكون هذا النموذج قادرا على توليد نصوص عربية دقيقة، وسيتم تغذيته بنصوص أصيلة تصل إلى ما يقارب 300 مليار كلمة، ما سيمكن المشروع من ترك أثر كبير على حياة جميع المتحدثين باللغة العربية وليس بشكل محلي فقط، لأنه سيساعدهم على زيادة إنتاجيتهم في ممارسة أعمالهم التي تتطلب معرفة وإنتاجا باللغة العربية.
كما أطلقت الوزارة مطلع عام 2024 أكاديمية قطر الرقمية كامتداد لبرنامج تدريب حكومة قطر الرقمية، بهدف تعزيز الكفاءات الرقمية في قطر، حيث تسعى الأكاديمية لتدريب 1000 موظف حكومي سنويا، مع التركيز على العديد من المهارات الرقمية مثل مهارات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء، إضافة إلى منح 250 موظفا شهادات دولية سنويا لتعزيز مؤهلاتهم ومواكبة التطورات التكنولوجية.
وتقدم الأكاديمية برامج تدريبية متخصصة تلبي احتياجات المؤسسات الحكومية، وكل هذه الجهود هدفها بناء قوة عاملة مؤهلة تدعم التحول الرقمي في قطر، وهذا يعكس التزامنا بتطوير المهارات لمواجهة تحديات المستقبل.
وقد جاء إطلاق الأكاديمية في إطار رفع كفاءة القوى العاملة من خلال برامج تدريبية متقدمة، هذا يضمن جاهزية الأفراد لمتطلبات السوق الرقمي المتغيرة، وهو ما يتوافق أيضا مع أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة.
وأطلق برنامج «تسمو» دورة جديدة من برنامج «مسرعة» الذي يهدف إلى دعم الشركات الناشئة في مرحلة النمو وتعزيز التحول الرقمي في قطر، وقد تلقى البرنامج 640 طلبا من 74 دولة، فقد جاء هذا بعد نجاح دورة 2023 التي شهدت تمويلا بقيمة 36 مليون دولار ومبيعات تجاوزت 100 مليون دولار، إضافة لأكثر من 80 مادة إعلامية جديدة بهدف التوعية الرقمية، كما تعمل SafeSpace حاليا على تطوير سلسلة رسوم متحركة تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول السلامة الرقمية، ومن المقرر إطلاقها خلال شهر رمضان 2025.
وتركز وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تحسين البنية التحتية الرقمية، وتهدف إلى تعزيز الشبكات والتقنيات لضمان توفير خدمات آمنة وعالية الجودة وسريعة للمواطنين والمقيمين، كجزء من تطوير هذه البنى التحتية.
ولهذا فقد تم بناء استراتيجيات الوزارة القطاعية بالتوافق مع أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، وذلك من أجل تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
وقامت الوزارة كذلك باستقطاب كبرى الشركات التي توفر خدمات سحابية إلى قطر مثل جوجل كلاود ومايكروسوفت، وهذا يتوافق مع عدة أهداف وضعتها استراتيجية التنمية، فهذه المشاريع تعزز جودة حياة المواطنين والمقيمين وتساهم في نمو اقتصادي مستدام.
ولدى الوزارة اهتمام كبير بتطوير الحكومة الرقمية، من خلال تحويل الخدمات الحكومية إلى منصة رقمية تسهل الوصول إليها، حيث يعزز هذا التحول من كفاءة الإجراءات ويزيد من الشفافية، مما يسهم في تحسين تجربة المستخدم، وهذا يتوافق مع هدف استراتيجية التنمية في بناء مؤسسات حكومية متميزة.
وتسعى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى تعزيز الابتكار الرقمي، من خلال دعم المشاريع التكنولوجية الجديدة والمبتكرة التي تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني، حيث يشمل هذا التشجيع ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا واستقطاب رواد الأعمال من الدول الأخرى، وهذا يعد جزءا من جهودنا التي تخدم هدف الدولة في بناء اقتصاد مستدام من خلال التنوع الاقتصادي.
وتسعى الوزارة إلى تمكين المجتمع الرقمي، من خلال تعزيز الشمولية وتوفير المهارات الرقمية لجميع فئات المجتمع، لما لذلك من أهمية في دمجهم في الاقتصاد الرقمي وتعزيز من فرصهم في المشاركة الفعالة، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات التي تعنى بدمج فئات مختلفة من المجتمع وتثقيفها رقميا مثل مبادرة سيف سبيس واستديو 5.
وترمي استراتيجيات الوزارة إلى مجموعة من الأهداف الكبرى لتعزيز مكانة قطر كمركز رائد في مجال التكنولوجيا الرقمية وتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة يعزز من جودة الحياة في البلاد.