كن نافعاً شافعاً للآخرين، فإن ذلك دلالة على محبة الذات، وكن معيناً لهم عند أزماتهم، ومتعاطفاً مع ظروفهم، فإن المعروف يعود على صاحبه ولو بعد حين، يقول تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى»، وجاء في الأثر «من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله» وجاء «إن لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس آلى على نفسه – عهد وأقسم – أن لا يعذبهم بالنار،...» الخ الحديث، كما جاء في الأثر «من سعى لأخيه المسلم في حاجة فقضيت له أو لم تقض، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتبت له براءتان، براءة من النار، وبراءة من النفاق» وجاء في باب مكارم الأخلاق عن أنس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه «من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة، وكفر عنه سبعين سيئة، فإن قضيت الحاجة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فإن مات في خلال ذلك دخل الجنة بغير حساب» الشاهد اصطناع المعروف نعمة، وأذية الخلق نقمة على صاحبها عاجلاً أم آجلاً، وقد يكون إنذاراً بزوال النعم عن الظالم، أو فضيحته على رؤوس الأشهاد، لا تكن فظاً مع الناس، لا تكن عبوساً مع الناس، لا تكن خشناً مع الناس، سوء الحديث والكلمات النابية والابتسامة الصفراء وتنفير الناس وتهديدهم في قطع أرزاقهم وفصلهم ليس من شيم الكرام «الأوادم» الأسوياء والشرفاء، السباب والشتائم والتهكم والتنقيص والتشويه واتهام الناس بالتهم المرسلة نقص في الشخصية وسفاهة فكرية وأدبية تقود إلى ما لا تحمد عقباه، إن التعامل مع هذه النوعية الذين يتمتعون بغرابة الأطوار أمر مرهق متعب، هؤلاء جل وقتهم منفلتون خائفون مذعورون لأنهم يشعرون بالنقص، يحاربون من أجل مصالحهم ومكتسباتهم، لا لباقة ولا لياقة ولا ذوق ولا كياسة في التعامل مع الآخرين، يفتقرون للكثير من مهارات الذكاء العاطفي، فهم يقولون ما يقصدون ويقصدون ما يقولون، ولا يعملون بالقواعد الأخلاقية والمهنية المتعارف عليها، لأنه ببساطة وكما هو معروف لدينا أن «فاقد الشيء لا يعطيه»، وعلى الخير والمحبة نلتقي.