في قلب مدينة «آدا بازاري» بولاية صقاريا شمال غربي تركيا، يواصل الحرفي سليم أوزتورك (69 عاما) مسيرته الممتدة لنصف قرن في صناعة مكانس القش التقليدية، ويحرص على نقلها للأجيال القادمة.
بدأ أوزتورك مشواره المهني عام 1972، حين كان يعمل مع شقيقه في أنشطة تجارية متنوعة، قبل أن يستهويه شغفه بصناعة المكانس التقليدية، التي كانت آنذاك تحظى بشعبية واسعة وتعد مصدرا جيدا للدخل.
بعد تعلم أصول الحرفة على يد أحد أقاربه، أسس ورشته الخاصة عقب إنهاء خدمته العسكرية، ليصبح من أبرز الحرفيين في هذا المجال.
وأثمرت جهوده بتكريمه من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضمن برنامج «كادحو قرن تركيا»، تقديرا لمسيرته الطويلة ودوره في الحفاظ على هذا الإرث التراثي.
وعلى مدار عقود، لم يكتف أوزتورك بممارسة الحرفة فقط، بل حرص على تدريب المتدربين ونقل خبراته إلى الأجيال الجديدة، ما ساهم في استمرار الصناعة رغم التحديات التي فرضتها التقنيات الحديثة.
وفي حديث للأناضول، أكد أوزتورك حرصه على تطوير المهنة ومواكبة تطورات السوق المحلية والدولية.
وقال: «أعمل بلا كلل لضمان بقاء هذه المهنة على الرغم من التحديات الناتجة عن التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، ولإيجاد أسواق جديدة في الخارج».
وأوضح أوزتورك أن عدد الحرفيين في هذه الحرفة كان نحو 650 في الثمانينيات، لكنه تراجع تدريجيا بسبب عزوف الشباب عن العمل لصعوبة جني القش المستخدم في صناعة المكانس التقليدية.