تمكنت مجموعة من الفلكيين من حسم الجدل الطويل حول النظريات السابقة التي تشير إلى وجود اهتزازات مستمرة في نسيج الكون، وذلك باستخدام أكبر كاشف للموجات الجاذبية بُني حتى الآن، وهو «تلسكوب ميركات»، المخصص لرصد النجوم النابضة، ويتألف هذا التلسكوب من 64 هوائيا راديويا موزعة في أقصى جنوب القارة الأفريقية.
وتشير نتائج الدراسة، التي نُشرت حديثا في دورية «ذا مونثلي نوتيسس» التابعة للجمعية الملكية الفلكية إلى أن موجات الجاذبية أكثر انتشارا وأعظم قوة مما كان يُعتقد سابقا، حيث تمكنوا من الكشف عن خلفية قوية للموجات الجاذبية، يُعتقد أنها ناجمة عن الاصطدامات العنيفة بين الثقوب السوداء الضخمة التي تقع في مراكز المجرات عبر الكون.
وتكمن قيمة اكتشاف موجات الجاذبية الحقيقية في الكم الهائل من المعلومات التي تحملها حول ديناميكيات الكون، فعندما تصطدم الثقوب السوداء العملاقة على سبيل المثال، تُطلق طاقة هائلة تترجم إلى تموجات عبر الزمكان. ومن خلال دراسة هذه الموجات، يأمل العلماء في فك ألغاز أساسية في الفيزياء الفلكية، مثل فهم سلوك الثقوب السوداء العملاقة ودراسة تأثيرها العميق على تشكيل وتطور المجرات.