+ A
A -
أحمد الغز كاتب لبناني

اللحظة الوطنية اللبنانية بالغة الخطورة والدقة والتعقيد وعصية على الفهم والتفسير، حيث يتم إسقاط تقاطعات العديد من الأزمنة الماضية على اللحظة الوطنية الراهنة، حيث لا يزال البعض في أزمنة الاستقلال والنكبة وحلف بغداد والوحدة والحروب الأهلية والانقلابات والاحتلالات والوصايات والاعتصامات والصفقات، والبعض الآخر يعيش في أزمنة لبنان الحريات والمدارس والجامعات والمستشفيات والبنوك والاعلام والفنون والسياحة والاصطياف، وبذلك يكون اللبنانيون يعيشون في أزمنة الماضي وغير قادرين على إدراك اللحظة الوطنية الراهنة وتحدياتها ومخاطرها على مستقبل أجيال لبنان.

اللحظة الوطنية اللبنانية وتقاطعاتها الاقليمية والدولية تجعل اللبنانيين يعيشون أوهام انشغال العالم في موضوعات لبنان الصغيرة والكبيرة، من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، إلى احتمال انتخاب رئيس الجمهورية في 9 يناير/ كانون الثاني، إلى الحكومة والوزارات والمؤسسات والمساعدات، متجاهلين مسؤولياتهم وواجباتهم الوطنية تجاه الاستحقاقات التي لا بد من إنجازها بعيدا عن اوهام الاستقواء واعتبار ما كان في الماضي يمكن ان يكون في قادم الايام، وتلك الموروثات والاوهام والترهات كانت ولا تزال سبب كل ذلك الضياع والخراب الذي تحكم في مصير لبنان.

اللحظة الوطنية اللبنانية شديدة المخاطر الامنية والسياسية وتحتاج إلى قيادات شديدة الانتماء الوطني وتمتلك القدرة على تقديم مصلحة كل لبنان على مصالح الطوائف والاحزاب والافراد،ان شابات وشباب لبنان بحاجة إلى نخبة تتقدم عندها معايير النجاح والتقدم وتوظيف الطاقات والخبرات من أجل تجاوز تداعيات رواد الفساد.

copy short url   نسخ
05/01/2025
10