دخلَ عبد الله بن مسعود على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فوجده يوعك/ يتوجع، فقال له: يا رسول الله إنَّكَ توعكَ وعكاً شديداً!
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أجل، إني أوعكُ كما يوعكُ رجلان منكم!
فقال له ابن مسعود: ذلكَ أنَّ لكَ أجرين؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجل. ذلكَ كذلكَ، وما من مسلم يصيبه أذىً، شوكة فما فوقها إلا كفَّرَ اللهُ بها سيئاته، كما تحطُّ الشَّجرة ورقها!
لفهم هذا الحديث لا بُدَّ أولاً أن ننطلق من فكرة لا يخامرها شكَّ ألا وهي أن الله سبحانه رحيم، غنيُّ عن عذاب عباده المؤمنين منهم خاصة أن كل ما يبدو للعبد عكس ذلك فهو من حكمة الله التي غابتْ عن فهمه البشري القاصر، كل ما في الأمر أن هذه الدنيا دار امتحان وبلاء، وليست دار جزاء وإقامة، وكما يقول إبن القيم: الناسُ مُذْ خُلقوا ما يزالون مسافرين، وليس لهم محطٌّ رِحال إلا في الجنَّةِ أو النار!
لو كان المرضُ عذاباً ما أُصيب به خيرة خلق الله، وصفوة رسله، ولكن لله حكمة في الأمر، فالأمراض جند من جنود الله يستخدمها حيث يشاء، وعلى من شاء، ومن استقام له فهم الحكمة الإلهية سَهُلَ عليه الصَّبر، وخرجَ من الأمر بالأجر، ومن استعصى عليه الفهم، غضبَ وسَخَّطَ، وخرج من الأمر بالوزر!
قد يبتعدُ المسلم عن ربه، فيكره الله ابتعاد عبده، ويريدُ أن يدنيه، فيرسل عليه المرض ليعيده إليه، فإن عاد رفعه عنه، فعندما ينزل بكَ المرض راجع حساباتكَ، وعندما تجدُ نفسكَ أنكَ ابتعدتَ فعلاً، فقل: يا رب لك الحمدُ زهدتُ فيكَ لحظة غفلة وأنا الفقير إليك، فلم تزهد بي وأنتَ الغنيُّ عني، لكَ الحمدُ ربي قد فهمتُ حكمتكَ، ها قد عدتُ إليكَ!
وقد يكون المسلمُ قريباً من ربه، ولكن ما من قريب إلا وله أخطاء، في زوجة لم يعاملها تمام حسن المعاملة، وفي أخ لم يصله تمام الوصل، وفي تجارة لم يقُم بها تمام القيامة، وفي لسان قال ما لا ينبغي أن يُقال، وفي عين نظرتْ إلى ما لا يحِلُّ لها أن تنظر، فيرسلُ الله المرضَ على عبده ليطهره مما اقترفَ، وليحطَّ عنه خطاياه كما تحطُّ الأشجار أوراقها في الخريف، المرض خريف السيئات، وبه تتساقط، فقل: ربِّ لكَ الحمدُ، لقد اقتربتُ منكَ قرباً كان فيه لوثة، وعبدتكَ عبادة كان فيها مشوبة، فلكَ الحمدُ أنكَ تريدُ أن تطهرني لأقدمَ عليكَ نقياً!
وقد يخلقُ الله تعالى للمسلم كرماً منه منزلة في الجنة لا يبلغها في الدنيا، فيرسل الله سبحانه وتعالى عليه المرض والابتلاء ليستحقَّ المنزلة بجدارة، فإن لم تكن قد ابتعدتَ أساساً، وإن كنتَ قريباً كما ينبغي للعبد أن يكون، فأحسِنْ الظنَّ بالرحمن، فهي مرتبة في الجنة ليس لكَ عمل يوصلكَ إليها، فقُلْ: لكَ الحمدَ ربي أنت قيوم السماوات والأرض، تريدُ لي رفعةً عجزتُ أن أصل إليها بعملي، فأعنتني إذ ابتليتني.
وتذكروا دوماً قول عمر بن الخطاب: الخيرُ كله في الرضى، فإن استطعتَ فارضَ، وإن لم تستطِعْ فاصْبِرْ!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أجل، إني أوعكُ كما يوعكُ رجلان منكم!
فقال له ابن مسعود: ذلكَ أنَّ لكَ أجرين؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجل. ذلكَ كذلكَ، وما من مسلم يصيبه أذىً، شوكة فما فوقها إلا كفَّرَ اللهُ بها سيئاته، كما تحطُّ الشَّجرة ورقها!
لفهم هذا الحديث لا بُدَّ أولاً أن ننطلق من فكرة لا يخامرها شكَّ ألا وهي أن الله سبحانه رحيم، غنيُّ عن عذاب عباده المؤمنين منهم خاصة أن كل ما يبدو للعبد عكس ذلك فهو من حكمة الله التي غابتْ عن فهمه البشري القاصر، كل ما في الأمر أن هذه الدنيا دار امتحان وبلاء، وليست دار جزاء وإقامة، وكما يقول إبن القيم: الناسُ مُذْ خُلقوا ما يزالون مسافرين، وليس لهم محطٌّ رِحال إلا في الجنَّةِ أو النار!
لو كان المرضُ عذاباً ما أُصيب به خيرة خلق الله، وصفوة رسله، ولكن لله حكمة في الأمر، فالأمراض جند من جنود الله يستخدمها حيث يشاء، وعلى من شاء، ومن استقام له فهم الحكمة الإلهية سَهُلَ عليه الصَّبر، وخرجَ من الأمر بالأجر، ومن استعصى عليه الفهم، غضبَ وسَخَّطَ، وخرج من الأمر بالوزر!
قد يبتعدُ المسلم عن ربه، فيكره الله ابتعاد عبده، ويريدُ أن يدنيه، فيرسل عليه المرض ليعيده إليه، فإن عاد رفعه عنه، فعندما ينزل بكَ المرض راجع حساباتكَ، وعندما تجدُ نفسكَ أنكَ ابتعدتَ فعلاً، فقل: يا رب لك الحمدُ زهدتُ فيكَ لحظة غفلة وأنا الفقير إليك، فلم تزهد بي وأنتَ الغنيُّ عني، لكَ الحمدُ ربي قد فهمتُ حكمتكَ، ها قد عدتُ إليكَ!
وقد يكون المسلمُ قريباً من ربه، ولكن ما من قريب إلا وله أخطاء، في زوجة لم يعاملها تمام حسن المعاملة، وفي أخ لم يصله تمام الوصل، وفي تجارة لم يقُم بها تمام القيامة، وفي لسان قال ما لا ينبغي أن يُقال، وفي عين نظرتْ إلى ما لا يحِلُّ لها أن تنظر، فيرسلُ الله المرضَ على عبده ليطهره مما اقترفَ، وليحطَّ عنه خطاياه كما تحطُّ الأشجار أوراقها في الخريف، المرض خريف السيئات، وبه تتساقط، فقل: ربِّ لكَ الحمدُ، لقد اقتربتُ منكَ قرباً كان فيه لوثة، وعبدتكَ عبادة كان فيها مشوبة، فلكَ الحمدُ أنكَ تريدُ أن تطهرني لأقدمَ عليكَ نقياً!
وقد يخلقُ الله تعالى للمسلم كرماً منه منزلة في الجنة لا يبلغها في الدنيا، فيرسل الله سبحانه وتعالى عليه المرض والابتلاء ليستحقَّ المنزلة بجدارة، فإن لم تكن قد ابتعدتَ أساساً، وإن كنتَ قريباً كما ينبغي للعبد أن يكون، فأحسِنْ الظنَّ بالرحمن، فهي مرتبة في الجنة ليس لكَ عمل يوصلكَ إليها، فقُلْ: لكَ الحمدَ ربي أنت قيوم السماوات والأرض، تريدُ لي رفعةً عجزتُ أن أصل إليها بعملي، فأعنتني إذ ابتليتني.
وتذكروا دوماً قول عمر بن الخطاب: الخيرُ كله في الرضى، فإن استطعتَ فارضَ، وإن لم تستطِعْ فاصْبِرْ!بقلم: أدهم شرقاوي