يعقوب العبيدلي
نعمة العافية، من رزقها فقد حاز الخير كله، هي النعيم، والطيبات من الرزق، كنز السعداء، لا يعدلها شيء من أمر الدنيا لا مال ولا جاه ولا سلطان، لا يُدرِكُ قيمتها إلا من فقَدَها ؛ فالعافيةُ إذا دامَت جُهِلَت، وإذا فُقِدَت عُرِفَت، هي من أجمل لباس الدنيا، بها تنتعش ويحسن الحال، والطعام الطيب، لا يكون طيباً بنفخه وطبخه ورائحته ومذاقه، ولكن طيبته العافية، الدعاء بالعافية لا يعدله دعاء، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصي به، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، قال: (سل الله العافية)، فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: (يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة)، فالعافية تدفع أمراض الدنيا، وهم الدنيا، وغم الدنيا، ومنغصات الحياة، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يردد هذا الدعاء في الصباح والمساء «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَأيَ وَأَهْلِي وَمَالِيَ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي».
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين يصبح وحين يمسى ثلاث مرات: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت)، وعند البلاء والأسقام والأمراض وطيحة المستشفيات يعرف فضل العافية، والحمد لله على كل حال، ونعمة العافية إنما تدوم لمن يعرف قدرها، ولا يعرف قدرها إلا الشاكر، جاء في الأثر: إذا مرض العبد ثم عُوفي فلم يزدد خيرا، قالت الملائكة هذا الذي داويناه فلم ينفعه الدواء! نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، ورحم الله قارئاً قال آمين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.