+ A
A -
جريدة الوطن

لا شك أن بريطانيا العظمى صاحبة بعض أعظم الاكتشافات والاختراعات العلمية التي غيرت وجه المجتمع الحديث، وهي بحق «أم الاختراعات» إن جاز التعبير. فمن الفولاذ المقاوم للصدأ إلى المحرك النفاث والمحرك الكهربائي، وصولا إلى آلة Bombe التي ابتكرها آلان تورينغ، والتي استخدمت لكسر الرسائل المشفرة باستخدام نظام Enigma حول العمليات العسكرية للنازيين خلال الحرب العالمية الثانية، مما غير مجرى الحرب، فإن الاختراعات البريطانية لم تتوقف، كما هو الحال بالنسبة لتلسكوب السير إسحاق نيوتن العاكس الذي أحدث ثورة في علم الفلك والجرافين، «المادة العجيبة» من مانشستر، دون أن ننسى البنسلين الذي أنقذ ما يقدر بنحو 500 مليون حياة أو أكثر منذ أن اكتشفه الطبيب الاسكتلندي الدكتور ألكسندر فليمنغ في سبتمبر 1928، عندما عاد من عطلة عائلية إلى مختبره في كلية الطب بمستشفى سانت ماري في لندن، ليجد العفن ينمو على طبق من بكتيريا المكورات العنقودية - ولكن الغريب أن العفن كان يمنع البكتيريا المحيطة به من النمو. على النقيض من ذلك، كانت مستعمرات المكورات العنقودية التي تنمو بعيدًا عن العفن طبيعية - وهي الملاحظة التي دفعته إلى التعليق، «هذا مضحك». وسرعان ما حدد أن العفن ينتج مادة كيميائية للدفاع عن النفس يمكنها قتل البكتيريا، وأطلق على المادة اسم البنسلين.

وقد وُصف عمل فليمنغ - الذي نال بفضله جائزة نوبل في عام 1945- بأنه «أعظم انتصار تحقق على المرض على الإطلاق»، مما مهد الطريق للمضادات الحيوية الحديثة.

copy short url   نسخ
07/01/2025
0