نهضة الأمم وحضاراتها نتاج هويتها الوطنية، ومما لا شك فيه أن ما ينعم به شعبنا من قيم ومثل عليا، يعود إلى تمسكه بهويته الوطنية التي هي الركيزة الأساسية التي تجمع في ما بيننا وتبني جسورًا من التفاهم والانتماء، حيث إنها تمثل تلك القيم والمبادئ التي تعزز الولاء للوطن والشعور بالفخر بالتراث الثقافي والتاريخي، ومع تزايد العولمة والتنوع الثقافي، بات من الضروري تعزيز الولاء الوطني للحفاظ على التماسك الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية، وهذا يحتاج إلى جهد مضاعف خاصة على صعيد التعليم بسبب المؤثرات الوافدة الكثيرة، وقد أحسن مجلس الشورى بمناقشة موضوع في غاية الأهمية بشأن «المعلم وأثره في غرس قيم الهوية الوطنية»، حيث أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس المجلس على محورية دور المعلم في بناء الشخصية الوطنية للأجيال الناشئة، عبر زرع القيم والمبادئ، وتشكيل القدوة التي يحتذى بها، مبينا أهمية هذا الموضوع الذي يوليه مجلس الشورى اهتماما كبيرا.
كما أكد أعضاء المجلس على أن المعلم يحمل رسالة سامية ليس في التعليم وحسب، بل أيضا في غرس قيم الهوية الوطنية، وأشاروا إلى أنه مع تزايد أعداد المعلمين المستقطبين من جنسيات وثقافات متنوعة، برزت تحديات تتعلق بتأثير تلك الثقافات والقيم على الطلبة، ما يستدعي تعزيز برامج التوعية لترسيخ هوية المجتمع القطري لديهم، وهي قضية مهمة تحتاج إلى مناقشات وحلول؛ بحيث يسهم المعلم في بلورة الهوية الوطنية لدى النشء عبر إعداده بالصورة التي تسمح له بتأدية هذه المهمة على أكمل وأفضل وجه ممكن.