تُعد النزلات المعوية عند الأطفال أحد الاضطرابات الشائعة والمعدية التي تؤثر بشكل رئيسي على الجهاز الهضمي للأطفال، خاصة في فصل الشتاء، ويصيب هذا المرض الأطفال من مختلف الأعمار، مما يسبب لهم العديد من الأعراض المزعجة.
في هذا المقال، سوف نتناول أسباب حدوث هذا المرض في الشتاء وأعراضه وطرق الوقاية منه وأساليب العلاج المتبعة.
توضح الدكتورة منال نصر، طبيبة الأسرة في مركز الوعب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن النزلات المعوية هي عدوى تصيب الجهاز الهضمي وتؤدي إلى التقيؤ أو الإسهال أو كليهما معًا، وقد يكون سببها فيروسات أو بكتيريا أو طفيليات.
وتُعد الفيروسات مثل «نوروفيروس» و«روتا فيروس» من أبرز مسببات هذا المرض، ويُعتبر «روتا فيروس» الأكثر شيوعًا بين الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
ينتقل المرض عادةً عن طريق تناول الطعام أو الشراب الملوث أو من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب. وبما أن الفيروسات المسببة لهذا المرض شديدة العدوى، فإنها تنتشر بسرعة بين الأطفال في الأماكن الجماعية مثل المدارس والحضانات.
وحول أسباب زيادة الإصابة بالنزلات المعوية في فصل الشتاء، تشير الدكتورة منال نصر إلى أن حالات التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي تزداد خلال هذا الفصل بسبب عوامل بيئية وسلوكية عديدة، منها التجمعات في الأماكن المغلقة مع انخفاض درجات الحرارة، حيث يقضي الأطفال معظم أوقاتهم في أماكن مغلقة كالمدارس، مما يهيئ بيئة مثالية لانتقال العدوى.
كما يلعب ضعف جهاز المناعة في الشتاء دورًا في زيادة فرص الإصابة، حيث يتأثر جهاز المناعة لدى الأطفال نتيجة للبرودة والظروف البيئية. ويُعاني الأطفال المصابون من الإسهال، وهو أحد الأعراض الرئيسية لهذا المرض، حيث يصبح البراز مائيًا، وقد يرافقه أحيانًا مخاط أو دم، مما يستدعي الحذر وضرورة استشارة الطبيب. كذلك تظهر الحمى، إذ قد يعاني الطفل من ارتفاع في درجة الحرارة قد يكون خفيفًا أو شديدًا، ويصاحبه أحيانًا ألم في البطن وتقلصات معوية مؤلمة تؤدي إلى شعور الطفل بعدم الراحة.
من الأعراض الأخرى الشعور بالتعب العام وفقدان الشهية بسبب التقيؤ والإسهال المستمرين، مما يؤثر على نشاط الطفل اليومي، وقد تؤدي الإصابة إلى حدوث الجفاف، لذا يُنصح بضرورة مراجعة الطبيب المختص لفحص الحالة وتقديم العلاج المناسب.
ويمكن أن يصاب الأطفال بالتهاب المعدة والأمعاء لعدة أسباب، أبرزها العدوى الفيروسية في معظم الحالات، أو العدوى البكتيرية أو الطفيلية. كما قد تنتقل العدوى من خلال ملامسة الأطفال المصابين أو ألعابهم، أو بسبب عدم الاهتمام بنظافة اليدين وقص الأظافر، وعدم غسل الخضروات والفواكه أو طهي الطعام جيدًا، بالإضافة إلى تناول الأطعمة أو شرب السوائل التي تحتوي على بكتيريا أو ألبان غير مبسترة.
ومن أهم مضاعفات النزلات المعوية حدوث الجفاف، والذي يعني وجود كمية قليلة من السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى اضطراب نسبة المعادن وحدوث خلل في حموضة الدم. ومن علامات الجفاف بروز العينين وجفاف الفم، وبكاء الطفل دون دموع، بالإضافة إلى الفتور وقلة التبول.
ولا يحتاج الطبيب عادةً إلى إجراء أي فحوصات، ولكن في بعض الحالات قد يطلب تحليل عينة من البراز، مثل حالات وجود دم في البراز، أو حالات التسمم الغذائي، أو في حال وجود اضطراب في المناعة.
وتُشير الدكتورة منال نصر إلى أن من أفضل العلاجات للنزلات المعوية الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، مع تناول محلول الجفاف عن طريق رشفات صغيرة كل عشر إلى خمس عشرة دقيقة، بالإضافة إلى اعتماد نظام غذائي طبيعي، مع التقليل من تناول منتجات الألبان والدهون.
وفي بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى تعويض السوائل عن طريق الوريد، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تُساعد على إيقاف التقيؤ والتخفيف من الإسهال. وفي حال كانت العدوى بكتيرية، قد يصف الطبيب مضادات حيوية، أما إذا كان السبب طفيليًا، فيتم وصف أدوية مضادة للطفيليات.