+ A
A -
يعقوب العبيدلي
المسباح أو المسبحة أو السبحة قلادة مكونة من مجموعة من الخرز مثقوبة يجمعها خيط رفيع يمرر من خلال ثقوب في الخرز ليشكل المسباح، ويتشكل المسباح من أحجار كريمة، وشبه كريمة، والكهرمان، وغيرها كثير، أسهب في شرحها لي أخي وصديقي الاستشاري التربوي وعاشق المسابيح الحبيب خالد علي الملك في جلسة جمعتنا مؤخراً أثراني وأغناني بالمعلومات الثرية المثرية وتفاصيل عشقه للمسابيح، الشاهد أن المسباح - يقول البعض - إنه مشتق من التسبيح، وقيل غير ذلك، وله أهمية بين جل الناس، الشباب والشيبان، يستخدمونه ويحملونه معهم والكل له غاية فيه، وأنا شخصياً أفضل المسباح الذي يتشكل من تسع وتسعين خرزة مع شاهدين اثنين، بين كل شاهد وشاهد 33 خرزة، وأن تكون من الحجم الكبير ليسهل تحريكها بأصابع اليد، أعرف أخوة أعزاء لديهم ثقافة واسعة واطلاع كبير في تاريخ المسابيح تاريخا، بداياتها، استخداماتها، مكوناتها، وأحجارها، منهم أخونا الأستاذ خالد علي الملك، وصديقنا حسن داود المتخصص في الشؤون الاجتماعية والتاريخ الإنساني والمتبحر في المذاهب والأديان.
والمسباح جائز لا بدعة فيه كما ذهب البعض، لأنه وسيلة لضبط عدد التسبيح فقط، وليس المقصود منه التعبد لله به، وذكر لي أحد الأخوة الأعزاء وهو متبحر في التراث والشعبيات أن المطرب الشعبي عبدالله الفضالة - رحمه الله – له أغنية جميلة طريفة لطيفة عن المسباح مطلعها «أحمد الله واشكره واثني عليه، كافل الأرزاق خلال الأمم، جل شانه ما لنا رب سواه، موجد المخلوق كله من عدم» حيث يقول «وين مسباح العيارة في النهار، اتعلقونه للتهلل يا زعم، في ظلام الليل كلكم تركضون، وفي نهار الناس تطوون العمم» الأغنية طويلة وأبياتها كثيرة بس ممتعة ماتعة.
كم قامت حول المسباح مناقشات ومجادلات، وكم عرض أصحابها شواهدهم ومسائلهم، وكلما رآني (بو جوهر) زميلنا العزيز الخلوق والرياضي والمدرب «الغرفاوي» ماسك المسباح، قام يلف ويدور ويحاور ويناور - كحال لاعب الكرة - ثم يقول قولته المشهورة «الله يقوي إيمانك» فأجيبه اللهم آمين، ونضحك سوياً أخوة متحابين في الله، اللهم أدم علينا هذه النعمة، ورحم الله قارئاً قال آمين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
14/02/2021
2087