+ A
A -

يستند فعل الخير في المجتمع القطري لثقافة مجتمعية راسخة قوامها التعاليم الدينية السمحة بإعمار الأرض بالخير والصلاح، انطلاقًا من مبدأ خلافة الخالق للإنسان في الأرض​، ويستند عمل الخير أيضًا لعادات وتقاليد المجتمع المُتوارثة عبر الأجيال، والتي أصبحت بمثابة موجهات لسلوك أفراد المجتمع نحو فعل الخير بمفهومه الشامل الذي يحقق مصالح المجتمع وتضامنه، ومد يد العون للمجتمعات الأخرى، وهكذا فإن جوهر فكرة العمل الخيري أصيلة وراسخة في المجتمع القطري سواء من حيث غاياتها الكبرى أو آلياتها التنظيمية، ولا يكاد يمر يوم إلا وهناك قافلة مساعدات إغاثية أو بناء مدرسة، أو حفر بئر، أو طائرات تحمل الغوث للمحتاجين، أو قافلة طبية للعلاج، وهو أمر يدعو لفخر كل مواطن قطري، وكل مقيم على أرضنا الطيبة.

هناك إرادة سياسية عُليا طموحة لاستثمار الإرث الحضاري لدولة قطر في مواكبة التوجُّه العام نحو مزيد من التمكين للعمل الخيري في الدولة، وضمان انخراطه الفعال والمسؤول في جهود النهضة الوطنية، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق التضامن الدولي، وقد شهد العمل الإنساني والتنموي للجمعيات والمنظمات الخيرية القطرية تحوُلا لافتا، من خلالِ التركيزِ على تقديم الوسائل والأدوات التي تمكن المحتاجين من الاعتماد على أنفسهم، كتوفير وسائل الإنتاج، ورفع القدرات، واكتساب مهارات جديدة، وفتح آفاق واسعة في الكسب والمعيشة، ما أكسب قطر سمعة دولية رائدة في مجال العمل الإنساني.

وما زالت قطر تؤكد أنها لن تدخر جهداً لتبقى شريكاً فعَّالا يُعَوَّل عليه في جهود الاستجابة للاحتياجات الإنسانية حول العالم، وهي تعبير عن ثقافة العطاء التي نفخر في الانتماء إليها.

copy short url   نسخ
08/01/2025
15