غزة- قنا- الأناضول- حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، من وقوع كارثة إنسانية جراء استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود والمحروقات إلى القطاع بكميات مناسبة، وتأثير ذلك على كافة مناحي الحياة.
وذكرت الوزارة، في بيان، أنه لا يوجد مخزون وقود لدى المستشفيات بسبب السياسة التي يتبعها الاحتلال في إدخال الوقود منذ بداية الحرب على غزة، محذرة من كارثة حقيقية تعصف بالمستشفيات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية وحضانات الأطفال في كافة المرافق الصحية المتبقية على رأس عملها في القطاع بسبب نقص الوقود.
وأفادت بأن الاحتلال يجبر قوافل المساعدات، بما فيها سيارات الوقود، على سلوك طرق غير مأهولة لتتم سرقتها تحت حمايته، مناشدة كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية سرعة التدخل لتوفير الوقود وتأمينه لتشغيل المولدات في المستشفيات والمراكز الصحية بالقطاع.
وفي ذات السياق، أعلنت بلدية «خان يونس»، عن توقف خدمات المياه والصرف الصحي وترحيل النفايات بشكل شبه كلي، وانخفاض الخدمات الأساسية إلى 40 في المائة بسبب قرب نفاد مخزون السولار.
وأوضحت أن مخزون السولار اللازم لتشغيل مضخات المياه ومحطات الصرف الصحي وآليات جمع وترحيل النفايات شارف على النفاد نتيجة تعذر، وعدم انتظام وصول كميات السولار المطلوبة من المؤسسات الشريكة لتشغيل مرافق البلدية الخدماتية بشكل اعتيادي ضمن منظومة الطوارئ المعمول بها، مؤكدة بذلها محاولات مستمرة لتأمين الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، في ظل الظروف العصيبة، وحجم المأساة الإنسانية نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي خلفت دمارا واسعا في قطاعات الطرق والمياه والنظافة والصرف الصحي.
وأضافت أن محاولات البلدية لتأمين خدماتها «هو استشعار حقيقي بالمسؤولية الملقاة على عاتقها»، في ظل التكدس الهائل للنازحين الذين لجؤوا إلى المدينة، والذين يقدر عددهم بأكثر من مليون نازح ومقيم حسب الإحصاءات الصادرة عن المؤسسات الدولية والأممية، تماشيا مع الجهود المستمرة للوفاء بالتزاماتها تجاههم والتخفيف من معاناتهم.
على الجانب الآخر استشهد ثمانية فلسطينيين في قصف شنته طائرات مسيرة إسرائيلية، أمس، على حيي «الشغف» و«التفاح» شرقي مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد خمسة مواطنين، وإصابة آخرين بجروح في قصف نفذته مسيرة للاحتلال على حي «الشغف»، مضيفة أن ثلاثة مواطنين آخرين استشهدوا في قصف استهدف مجموعة من المواطنين في حي «التفاح».
كما استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب عدد آخر، أمس، جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من الأهالي في «جباليا النزلة» شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن الشهداء من عائلة واحدة، من بينهم شقيقان.
كما شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على محيط مستشفى كمال عدوان، فيما نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف مبان سكنية شمالي القطاع.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 45 ألفا و885 شهيدا، و109 آلاف و196 مصابا.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، في بيان أمس، أن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الـ24 الماضية، ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 31 شهيدا و57 مصابا.
من جانبها استنكرت الأمم المتحدة استهداف الجيش الإسرائيلي قافلة لبرنامج الأغذية العالمي في غزة، ودعت إلى رفض الانتهاكات بحق أطقم الوكالات العاملة في مجال المساعدات الإنسانية لدعم الفلسطينيين وسط ما ترتكبه تل أبيب من حصار وحرب إبادة منذ 15 شهرا.
وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، أدان برنامج الأغذية العالمي بشدة، «الواقعة المروعة» الأحد، «عندما أطلقت قوات إسرائيلية النار على قافلة تحمل إشاراته بوضوح، قرب حاجز وادي غزة» وسط القطاع.
وقال البرنامج الأممي في بيان على موقعه الإلكتروني، إن الاعتداء «عرض حياة طاقم القافلة لخطر هائل، وأدى إلى توقف المركبات عن الحركة».
وتابع: «تعرضت القافلة التي تتألف من 3 مركبات تحمل 8 موظفين لإطلاق نار مُعادٍ، رغم حصولها على جميع الموافقات اللازمة من السلطات الإسرائيلية».