+ A
A -
يعقوب العبيدلي
جلنا يعرف المثل العربي الذي يقول «حبل الكذب قصير»، والمثل يحكي قصة تاجر غني كان لديه العشرات من الخدم، وفي يوم من الأيام قام أحدهم بسرقة كيس من النقود، يحتوي على ألف دينار، الأمر الذي أربك التاجر، ودفعه إلى التفكير طويلاً للوصول إلى حيلة ذكية، يستطيع من خلالها كشف السارق، ووصل إلى حيلة ذكية ساعدته على كشف الحقيقة، حيث أعطى كل خادم حبلاً طوله نصف متر، وقال لهم: إن السارق سوف يقوم بتطويل حبله 10 سنتيمترات، لذا أمرهم جميعاً أن يأتوا إليه في صباح اليوم التالي، كل واحد بمفرده ومعه حبله؛ وبالفعل، حضر الجميع في الصباح ومعهم الحبال التي أعطاها لهم وهي بذات الطول، ما عدا حبل شخص واحد، حيث كان أقصر بعشرة سنتيمترات، ليكتشف حينها التاجر من هو السارق، والذي قام بقصّ عشرة سنتيمترات من الحبل الذي أعطاه له التاجر، لأنه اعتقد أن الحبل سيطول عشرة سنتيمترات كما قال التاجر، ومنذ ذلك الحين، انتشرت مقولة التاجر: «حبل الكذب قصير» «والكذب عاقبته وخيمة».
يقول الكاتب الجميل والشاعر الأجمل جاسم صفر في إحدى مرئياته ولفتاته – ما معناه - إن الكذاب يخاف الفشل، ووجهه كالح بالسواد، ماكر مراوغ خداع، لا يجيد إلا الكذب والمراوغة والتزوير، حياته ظلمة وظلام، كذب وافتراء وادعاء، يكذب ويعرف أنه يكذب، «وأنه أكبر كذاب في الكون» يظلم نفسه ومن حوله، ويعرف أنه يكذب من رأسه حتى أخمص قدميه، حقيقته التمثيل والمراوغة والادعاء والضحك على الذقون، لا يستحي ولا ينتخي
عيب والله، المشكلة أن الكذاب لا يعرف العيب، يدس رأسه في الوحل، لأن ليس عنده حل، ويستمر في الكذب، وتستمر الأزمات، والمصيبة أن البعض وصل بهم الكذب إلى مراحل متطورة جداً جداً جداً، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
18/02/2021
3057