+ A
A -
جريدة الوطن

لم تعد «روبلوكس»، اللعبة الإلكترونية الشهيرة التي اقتحمت حياة الملايين من الأطفال حول العالم، مجرد منصة لألعاب الفيديو عبر الانترنت، بل أصبحت عالماً افتراضياً شاملاً يمزج بين الاستكشاف والإبداع والتواصل الاجتماعي، حيث يقوم اللاعبون بابتكار شخصياتهم الخاصة وتصميم ألعابهم والتواصل مع لاعبين آخرين – الذين هم في غالب الأحيان غرباء. ومع تزايد شعبيتها حول العالم، تعززت المخاوف وكثرت تساؤلات أولياء الأمور والتربويين حول مدى تأثيرها على الأطفال وعلى نموهم النفسي والاجتماعي.

في هذا الصدد، قالت سوبيا رحمن، مستشارة الصحة والرفاه في جامعة نورثويسترن في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر: «تنطوي لعبة «روبلوكس» على مخاطر كبيرة على الأطفال تتجلى على الخصوص في التعرض لمحتوى غير لائق، وخطر التحرش الإلكتروني عن طريق استخدام أدوات الاتصال الخاصة بالمنصة للاقتراب من القاصرين واستغلالهم».

وأوضحت أن منصة «روبلوكس» تعرضت لانتقادات واسعة مقارنة بغيرها، بسبب ضعف آليات التحقق من العمر وعدم كفاية خيارات الرقابة الأبوية لضمان سلامة الأطفال بنسبة تامة. ولفتت إلى أن هذه الثغرات تجعل من السهل على المستغلين الإلكترونيين استهداف المستخدمين الصغار. ومع تنامي شعبية المنصة بين الأطفال، بحيث أعلنت شركة «روبلوكس» أن متوسط عدد المستخدمين اليوميين قد بلغ 79.5 مليون مستخدم، تتفاقم هذه المخاطر، مما يجعل هؤلاء المستخدمين، لا سيما الأطفال، أكثر عرضة للخطر، مقارنة بالمنصات الأخرى التي تتبع إجراءات سلامة أكثر صرامة.

وقالت رحمن إن أولياء الأمور لا يحتاجون بالضرورة إلى حظر لعبة «روبلوكس»، لكن ينبغي عليهم أن يكونوا يقظين، فتدابير السلامة المتاحة في اللعبة غير كافية للاعتماد عليها بشكل كامل دون إشراف وتدخل مستمر من الوالدين.

وأوضحت: «قد تكون أدوات الرقابة الأبوية في المنصة مفيدة إلى حد ما رغم محدوديتها. ومع ذلك، ينصح الخبراء باتباع إشراف أكثر صرامة يشمل مراقبة التفاعلات، وتعطيل وظائف الدردشة، ومراجعة نشاط اللعب بانتظام، وإجراء محادثات مع أطفالهم حول السلامة عبر الإنترنت».

وفي هذا الإطار، قال الدكتور خالد النعمة، مدير إدارة البحوث والسياسات الأسرية، في معهد الدوحة الدولي للأسرة: «لا ينبغي أن تشكل الألعاب الإلكترونية أو التطبيقات العامل الأكثر تأثيراً في عالم الأطفال أو اليافعين، بل ينبغي أن يكون حضور الأسرة أقوى وأشد تعزيزا لعملية نمو الطفل العاطفي أو النفسي أو الذهني. إن مشاركة الوالدين في وقت لعب أطفالهم لا تعمل على بناء روابط أقوى فحسب، بل تضمن أيضاً تعلمهم مهارات العالم الحقيقي في بيئة آمنة ومناسبة لعمرهم. يجب استبدال وقت الشاشة بأنشطة وسلوكيات تعزز المهارات الاجتماعية بشكل أفضل في الحياة الواقعية».

copy short url   نسخ
09/01/2025
80