محمد هنيد
أستاذ مشارك بجامعة السوربونلا شك أن التعليم يُعدّ من أخطر الرهانات الحضارية لكل دولة فهو الرافعة التي تغذي المجتمع والاقتصاد والثقافة وكل مفاصل الدولة وهياكلها وتمدّها بالحياة. لا شك أيضا في أنّ الدول العربية في مجموعها باستثناءات قليلة جدا قد خسرت معركة التعليم وليس أدلّ على ذلك من الترتيب العالمي لمجموع الدول العربية من حيث جودة التعليم ونجاعته. لا يقتصر الأمر هنا على المناهج والمضامين بل يشمل العملية التعليمية بما هي إطار تربوي وحضاري يجمع شتات الأمة الواحدة.
يحتاج التعليم في البلاد العربية اليوم إلى عملية تأصيل شاملة تشمل كل نواحي العملية التعليمية وجوانبها بدءا بالمدرّس ثم المدرسة ثم المناهج والمضامين وصولا إلى التلميذ والمتعلم. نقصد بالتأصيل في هذا السياق الخروج من أنساق التقليد ومحاكاة التجارب الغربية وخاصة منها الأميركية والأوروبية والعمل على إبداع منوالات تعليمية نابعة من الحاضنة العربية الإسلامية شكلا ومضمونا. يطرح هذا التصوّر نفسه بسبب قصور المناهج التعليمية اليوم عن إنتاج طاقات إبداعية في مختلف المجالات على خلاف مراحل تاريخية سابقة أنتجت خيرة المبدعين في مختلف المجالات العلمية والأدبية. فرغم توفّر كل الوسائل التقنية والرقمية والمراجع بمختلف أنواعها إلا أنّ عملية التحصيل العلمي تبقى قاصرة عن إنتاج قوى معرفية قادرة على صياغة نقلة علمية وحضارية نوعية مثلما حدث ذلك في كثير من الدول التي أسست عبر التعليم لنهضة صناعية وعلمية كبرى. العملية التعليمية هي فوق ذلك عملية تربوية تساهم في ترسيخ القيم والأخلاق والمبادئ التي تقوم عليها كل أمة وهي القيم التي تنحت شخصية الفرد وتصنع كيانه الفردي والجماعي بما يحصّنه من كل أشكل الغزو والاختراق والتبعية. لا يبدو النظام الرسمي العربي مهتما اليوم بهذه المسألة رغم وعيه بخطورتها وتأثيرها على الأجيال القادمة وعلى مستقبل المنطقة ككل لكنّ عددا كبيرا من أهل الاختصاص ومن المراقبين يدقّ ناقوس الخطر حول ما وصل إليه وضع التعليم من مستويات كارثية. لا يقتصر الأمر هنا على المستوى العلمي للمُتعلّم بل يمتدّ ليشمل كل مكونات السلسلة التعليمية التي تجتاحها اليوم عواصف الخصخصة وتيارات رأس المال الزاحف بقوة على القطاع التعليمي. تتأسس سيادة الدول على قطاعين أساسيين هما قطاع الصحة وقطاع التعليم حيث يكونان عماد الدولة وعماد المجتمع وعماد كل نهضة ممكنة. بناء عليه فإن النهوض بهذين المرفقين الحيويين هو الشرط الأساسي لكل نظام يبحث عن سيادته وعن الخروج من خندق التبعية والانسلاخ.
أستاذ مشارك بجامعة السوربونلا شك أن التعليم يُعدّ من أخطر الرهانات الحضارية لكل دولة فهو الرافعة التي تغذي المجتمع والاقتصاد والثقافة وكل مفاصل الدولة وهياكلها وتمدّها بالحياة. لا شك أيضا في أنّ الدول العربية في مجموعها باستثناءات قليلة جدا قد خسرت معركة التعليم وليس أدلّ على ذلك من الترتيب العالمي لمجموع الدول العربية من حيث جودة التعليم ونجاعته. لا يقتصر الأمر هنا على المناهج والمضامين بل يشمل العملية التعليمية بما هي إطار تربوي وحضاري يجمع شتات الأمة الواحدة.
يحتاج التعليم في البلاد العربية اليوم إلى عملية تأصيل شاملة تشمل كل نواحي العملية التعليمية وجوانبها بدءا بالمدرّس ثم المدرسة ثم المناهج والمضامين وصولا إلى التلميذ والمتعلم. نقصد بالتأصيل في هذا السياق الخروج من أنساق التقليد ومحاكاة التجارب الغربية وخاصة منها الأميركية والأوروبية والعمل على إبداع منوالات تعليمية نابعة من الحاضنة العربية الإسلامية شكلا ومضمونا. يطرح هذا التصوّر نفسه بسبب قصور المناهج التعليمية اليوم عن إنتاج طاقات إبداعية في مختلف المجالات على خلاف مراحل تاريخية سابقة أنتجت خيرة المبدعين في مختلف المجالات العلمية والأدبية. فرغم توفّر كل الوسائل التقنية والرقمية والمراجع بمختلف أنواعها إلا أنّ عملية التحصيل العلمي تبقى قاصرة عن إنتاج قوى معرفية قادرة على صياغة نقلة علمية وحضارية نوعية مثلما حدث ذلك في كثير من الدول التي أسست عبر التعليم لنهضة صناعية وعلمية كبرى. العملية التعليمية هي فوق ذلك عملية تربوية تساهم في ترسيخ القيم والأخلاق والمبادئ التي تقوم عليها كل أمة وهي القيم التي تنحت شخصية الفرد وتصنع كيانه الفردي والجماعي بما يحصّنه من كل أشكل الغزو والاختراق والتبعية. لا يبدو النظام الرسمي العربي مهتما اليوم بهذه المسألة رغم وعيه بخطورتها وتأثيرها على الأجيال القادمة وعلى مستقبل المنطقة ككل لكنّ عددا كبيرا من أهل الاختصاص ومن المراقبين يدقّ ناقوس الخطر حول ما وصل إليه وضع التعليم من مستويات كارثية. لا يقتصر الأمر هنا على المستوى العلمي للمُتعلّم بل يمتدّ ليشمل كل مكونات السلسلة التعليمية التي تجتاحها اليوم عواصف الخصخصة وتيارات رأس المال الزاحف بقوة على القطاع التعليمي. تتأسس سيادة الدول على قطاعين أساسيين هما قطاع الصحة وقطاع التعليم حيث يكونان عماد الدولة وعماد المجتمع وعماد كل نهضة ممكنة. بناء عليه فإن النهوض بهذين المرفقين الحيويين هو الشرط الأساسي لكل نظام يبحث عن سيادته وعن الخروج من خندق التبعية والانسلاخ.