صباحكم العود وأطيابه، يا أهل العود وأحبابه، جاء في الأثر أطيب الطيب المسك، وفي الجنة لمرعى من مسك مثل مرعى دوابكم في الدنيا، وقد قال أحد الصحابة يوماً: «لو كنت تاجراً ما اخترت غير العطر والطيب، إن فاتني ربحه، ما فاتني ريحه». وذات يوم ناولني صديقنا تاجر العود ودهن العود‏ أحمد الجابر عددا من قوارير دهن العود، فقلت له كما قال الشاعر: لئن كان هذا طيبنا وهو طيب، لقد طيّبته من يديك الأنامل، فابتسم، وذات مرة أهدى صديقنا الجابر المدرب الغرفاوي حسن جوهر المسلماني مجموعة من العود ودهن العود في احتفالية مهيبة، لأن الثاني كسب الرهان في أحد التحديات والمبارزات التي دارت بينهما – وكل يوم هما في تحد ورهانات لها أول مالها آخر، إذا وصل الجابر إلى مكاننا شممنا ريحة دهن العود فعرفنا أنه قادم، وهذا حال عشاق العود ودهن العود ريحتهم تسبقهم للمكان، وخاصة نوعية «ما لينو تربل سوبر»، إذا مروا لا بد أن تسأل أمر فلان أم مر العود في المكان. إن الرائحة الطيبة تزيد في العقل، وقيل في قلب الإنسان حالة لا تزيلها إلا الرائحة العطرية الطيبة، تحسن العلاقة، وتدفع للرومانسية، وتزيد هرمون السعادة، قلوب الرجال خافقة تنتظر الروائح الطيبة، من كلمة عطرية تسكبها الزوجة في أذنه، من همسة شاعرية ملطفة للأجواء، من لمسة عطرية تدغدغين بها شاعريته وحواسه التي أنهكها العمل – والكلام للرجال أيضاً – أطربيه وأمطريه بكلمات منعشة تنعش قلبه، وتقيم صلبه، وتحرك شجونه وترضيه ثم تحتويه، كلمة» أحبك «في تقديري لها مفعول الطيب والعود ورائحة البخور في استمرار الحياة وتحسين العلاقات المتوترة والجافة والمصابة بالقحط والشروخ، كلمة «أحبك» لها مفعول الطيب في تحفيز العلاقة واستمراريتها، ونتائجها مذهلة مبهرة مرضية ياسلااااااام، وأيضاً أخواتها من عيني «يا روحي» يا قلبي تفعل فعل الأطايب ونوع من الكهرباء تسري في بدن الرجل أو المرأة على السواء، هذا هو الحلال الذي لا يعرفه جلنا إلا من رحم ربك.
لا تهدروا لحظاتكم بالقيل والقال، وكثرة الصراخ والجدال، أحيوها بالحوار والحب والطيب، واسقوا بعضكما ماء الحياة بفن، وانثروا الحب بمنقوع المسك والعنبر والعود والكافور واللبان، طيب الله جمعتكم ويومكم بالورد الياسمين والرياحين، وتذكروا أن ريح العود ودهن العود والأطايب تحيي القلب الحزين، وتزيد من الحنين، ونسأل الله الكريــم، أن يديــم علينــا الخير والنعيم، ويبعد عنا كورونا (كوفيد 19) والنقم، ورحم الله قارئاً قال: آمين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.


بقلم:يعقوب العبيدلي