مرَّ رجلٌ بالمسجدِ ومعه سِهَام، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَمْسِكْ بنصالها!
وقال مرةً لأصحابه: إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا، ومعه نَبلٌ، فليمسِكْ على نصالها، وليقبضْ عليها بكفَّه، أن يُصيب/ كي لا يُصيب أحداً من المسلمين منها شيءْ.
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم حريصاً أن لا يصيبَ المسلمُ أخاه المسلم بأي أذى ولو من غير قصد، لهذا أمر الرَّجل الذي مرَّ بالمسجد أن يمسكَ بنصل سهامه كي لا يجرحَ أحداً بها!
فكل أداة جارحة لها نصل، كالسهم، والرمح، والنبل، والسكين، علينا أن ننتبه جيداً في استخدامها، ونقلها، كي لا نؤذي أحداً بها!
على أن النصَّل ليس حكراً على الأدوات كالسهام والرماح، فاللسان له نصل جارح أيضاً، وقد يكون الجرح الذي يُحدثه أشد أذى من جروح السهام والرماح، فهذه الجروح تبرأ في الغالب، أما الجروح التي يحدثها اللسان ففي الغالب تبقى تنزُّ ألماً في القلب الذي قيلت له، فأمسكوا نِصال ألسنتكم!
إنَّ من أشد ما ابتلينا به هذه الأيام هم الحشريون من الناس، الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم، فيفسدون حياة الناس!
تكون المرأة في بيتها صابرة راضية، تعيش على القليل، وتطلب الستر، حتى تأتي شيطانة إنسيَّة تهمسُ لها وقد ارتدت ثياب النصح، كما فعل إبليس من قبل، إذ جاء مرتدياً ثياب الناصح يريد أن يدل آدم عليه السلام على شجرة الخلد التي هي شجرة المعصية، فتقول لها: كيف تتحملين هذا الوضع، أثاث بيتك قديم، إنك لا تشترين الثياب للمناسبات، انظري إلى فلانة وفلانة، ثم تمضي في سبيلها، وتبقى كلماتها ترن في أذن صاحبتها، فتفسد عليها حياتها!
ويكون الشاب باراً بوالديه مطيعاً لهما، محترماً قانون الأسرة وضوابطها، حتى يأتيه من يقول له: لماذا لا تتأخر في السهر، لماذا تطلب إذن والديك في كل مشوار؟
هل أنتَ طفل صغير؟!
يخلط هذا التافه بين البر والنضج، ويحسبهما على النقيض من بعضهما!
يقول ابن الجرزي: استأذنتُ والديَّ في العودة إلى مصر فلم يسمحا بفراقي، فبقيتُ عندهما!
ويقول الإمام الذهبي: ازددتُ تلهفاً وتحسراً على لقيا شيخي الفاضلي، ولكن الوالد لم يكن يمكنني من السَّفر!
أئمة كبار كانوا يتركون السَّفر لأن الأبوين لم يأذنا. وأحدهم يقول لصاحبه هذه الأيام إن طاعة الأبوين ضعف في الشخصية!
أمسكوا نصال ألسنتكم يرحمكم الله.بقلم: أدهم شرقاوي
وقال مرةً لأصحابه: إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا، ومعه نَبلٌ، فليمسِكْ على نصالها، وليقبضْ عليها بكفَّه، أن يُصيب/ كي لا يُصيب أحداً من المسلمين منها شيءْ.
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم حريصاً أن لا يصيبَ المسلمُ أخاه المسلم بأي أذى ولو من غير قصد، لهذا أمر الرَّجل الذي مرَّ بالمسجد أن يمسكَ بنصل سهامه كي لا يجرحَ أحداً بها!
فكل أداة جارحة لها نصل، كالسهم، والرمح، والنبل، والسكين، علينا أن ننتبه جيداً في استخدامها، ونقلها، كي لا نؤذي أحداً بها!
على أن النصَّل ليس حكراً على الأدوات كالسهام والرماح، فاللسان له نصل جارح أيضاً، وقد يكون الجرح الذي يُحدثه أشد أذى من جروح السهام والرماح، فهذه الجروح تبرأ في الغالب، أما الجروح التي يحدثها اللسان ففي الغالب تبقى تنزُّ ألماً في القلب الذي قيلت له، فأمسكوا نِصال ألسنتكم!
إنَّ من أشد ما ابتلينا به هذه الأيام هم الحشريون من الناس، الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم، فيفسدون حياة الناس!
تكون المرأة في بيتها صابرة راضية، تعيش على القليل، وتطلب الستر، حتى تأتي شيطانة إنسيَّة تهمسُ لها وقد ارتدت ثياب النصح، كما فعل إبليس من قبل، إذ جاء مرتدياً ثياب الناصح يريد أن يدل آدم عليه السلام على شجرة الخلد التي هي شجرة المعصية، فتقول لها: كيف تتحملين هذا الوضع، أثاث بيتك قديم، إنك لا تشترين الثياب للمناسبات، انظري إلى فلانة وفلانة، ثم تمضي في سبيلها، وتبقى كلماتها ترن في أذن صاحبتها، فتفسد عليها حياتها!
ويكون الشاب باراً بوالديه مطيعاً لهما، محترماً قانون الأسرة وضوابطها، حتى يأتيه من يقول له: لماذا لا تتأخر في السهر، لماذا تطلب إذن والديك في كل مشوار؟
هل أنتَ طفل صغير؟!
يخلط هذا التافه بين البر والنضج، ويحسبهما على النقيض من بعضهما!
يقول ابن الجرزي: استأذنتُ والديَّ في العودة إلى مصر فلم يسمحا بفراقي، فبقيتُ عندهما!
ويقول الإمام الذهبي: ازددتُ تلهفاً وتحسراً على لقيا شيخي الفاضلي، ولكن الوالد لم يكن يمكنني من السَّفر!
أئمة كبار كانوا يتركون السَّفر لأن الأبوين لم يأذنا. وأحدهم يقول لصاحبه هذه الأيام إن طاعة الأبوين ضعف في الشخصية!
أمسكوا نصال ألسنتكم يرحمكم الله.بقلم: أدهم شرقاوي