أعطت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إشارات في غاية الأهمية تؤكد رغبتها في إحراز تقدم على صعيد المفاوضات، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيده ضد مختلف المناطق في قطاع غزة، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر «2023»، إلى «46» ألفا و«537» شهيدا و«109» آلاف و«571» مصابا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بعد أن ارتكبت قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين فقط، خمس مجازر، أسفرت عن استشهاد «32» شخصا، وإصابة «193» آخرين، وبسبب كمية المتفجرات التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكد الدفاع المدني بالقطاع المحاصر «تبخر» عدد من جثث الشهداء بفعل الانصهار، فيما تواصلت الاقتحامات الإسرائيلية لمناطق عدة في الضفة الغربية.

كل ذلك يحدث وسط أحاديث تتوالى عن إحراز تقدم في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، بهدف ضمان استمرارية العملية حتى إطلاق سراح جميع الأسرى، وعلى الرغم من أنّ معالم المرحلتين الأولى والثانية من الصفقة المحتملة لا تزال غير معلنة، إلا أنّ وسائل إعلام عبرية من بينها هيئة البث الرسمية تقول إنّ المرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن كبار السن والمرضى، فيما المرحلة الثانية تتضمن الإفراج عن عسكريين، لكن على الأرض ما زالت الأمور تتجه نحو المزيد من التصعيد وكأن المطلوب إسرائيليا قتل أكبر عدد من الفلسطينيين العزل قبل التوصل إلى اتفاق.

لقد حان الوقت لاتفاق من شأنه وقف هذه المذبحة، وصولا لاستئناف عملية تفاوضية حقيقية تؤدي إلى إنجاز سلام مستدام يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بقيام دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.