خلال السنوات القليلة الماضية، نجحت قطر في وضع نهايات سعيدة لأزمات وصراعات عديدة بالمنطقة، بفضل إمكانيات الدوحة الدبلوماسية وعلاقاتها القوية مع الأطراف المختلفة، بالإضافة إلى إيمانها الذي لم يتزعزع بضرورة تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ومن أبرز وساطاتها، في السنوات الأخيرة، الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا (2016)، والإفراج عن جنود لبنانيين مختطفين لدى «جبهة النصرة» (2015)، واتفاق قبيلتي «التبو» و«الطوارق» بليبيا (2015)، واتفاق دارفور غربي السودان (2013)، ومفاوضات الحكومة الأفغانية وواشنطن مع حركة «طالبان» (متواصلة).
وكذلك المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس» الفلسطينيتين (2012)، ووثيقة سلام دارفور (2011)، والمصالحة بين جيبوتي وإريتريا (2011)، و«اتفاق الدوحة» الخاص بلبنان (2008)، وأزمة الممرضات البلغاريات بليبيا (2008).
كما لعبت قطر دورا بارزا في التوصل إلى هدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل خلال الحروب التي شنتها الأخيرة على قطاع غزة أعوام 2008 و2012 و2014.
إن ما فعلته قطر لا يعود إلى قدراتها الدبلوماسية فحسب، ولكن أيضا إلى السمعة الكبيرة التي تحظى بها كوسيط موثوق ليس له أي مصالح ذاتية سوى إشاعة أجواء من الأمن والاستقرار، وهي استطاعت جمع العديد من الأطراف على طاولة المفاوضات في مناطق شديدة الحساسية، كلبنان والسودان وسوريا وأفغانستان واليمن والاتفاق النووي مع إيران، وهي مبادرات حظيت بتأييد واحترام العالم بأسره.
موقف قطر في حل النزاعات يُعطي الأولوية للاستقرار السياسي وهي استطاعت النجاح في كل وساطاتها بسبب عدم وجود أجندات ومصالح من أي نوع سوى العمل على تحقيق الاستقرار والازدهار لهذه المنطقة من العالم، لإيمانها التام بأن تحقيق تنمية مستدامة لا يمكن التوصل إليه سوى عن طريق خفض التوترات وتنفيس بؤر الخلافات، وإيجاد حلول مقبولة لها من جميع الأطراف.
بقلم: رأي الوطن