في الثامن من ديسمبر الماضي، بدأ السوريون فصلا جديدا من حياتهم بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي زجّ سوريا في حرب مدمرة، قتل وهجر خلالها الشعب السوري ودمر مقدرات البلاد طوال «14» عاما، ومنذ سقوط نظام الطغيان هذا بدأت تتكشف المأساة المروعة التي واجهها السوريون طيلة تلك الأعوام، ومن ذلك القتل والإعدام والتعذيب والتهجير، وتدمير أكثر من «40 %» من المباني السكنية كليا أو جزئيا.
اليوم عاد الأمل للسوريين بمستقبل يليق بتطلعاتهم، دون أن يغيب عنهم ثقل ذكريات الخسارات التي تركت أثرها العميق على حياتهم، ولعل ما يخفف عنهم وطأة ما تعرضوا له من قتل وتجويع وقهر هو هذا الالتفاف العربي والدولي حولهم لمساعدتهم في الخروج من الأزمة التي ما زالوا يواجهونها نتيجة سنوات الطغيان، وقد جاء الاجتماع العربي الدولي بشأن الوضع في سوريا، بعد اجتماع وزاري لـ«11» بلدا عربيا، في الرياض أمس، بمشاركة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الذي أكد موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في العيش الكريم وبناء دولة المؤسسات والقانون، وهو دور مستمر في دعم الشعب السوري، بدأ مبكرا وما زال متواصلا، عبر تقديم الدعم الإنساني والمشاركة في كل اللقاءات الهادفة إلى تخفيف معاناة الشعب السوري، وتمكينه من تجاوز محنته الصعبة.
ومن المؤكد أن هذه الاجتماعات سوف تسهم في تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للشعب السوري، عبر تقديم الدعم الإغاثي والتنموي لتلبية الاحتياجات الأساسية وتسهيل عودة المهجرين واللاجئين إلى ديارهم.