يمر الإنسان أحيانا بظروف تكشف أمامه الكثير من الأمور، منها حجم العمل والجهد والمعاناة والتفكير، بعد الأزمة القلبية التي مررت بها، ومنّ الله عز وجل عليّ بالشفاء ولله الحمد، وبعد تجاوز هذه المحنة بسلام استوقفتني بعض الأمور التي تستوجب طرحها، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومنهم الأخ «عبدالله».. هذا الشاب المصري الشهم النبيل الذي تكفل بانعاش قلبي مباشرة فور سقوطي على الارض في صالة الجيم، ولم يفارقني لحظة إلى أن اطمأن على حالتي.. هذا الشخص الذي لم اعرفه ولا يعرفني يوما، لكنه نعم الرجل، فله الفضل بعد الله سبحانه في إنقاذ حياتي، وتكفله بالانعاش لحين وصول سيارة الإسعاف.
فقد جاء هو وزوجته زيارة للدوحة، ثم غادر وعاد مجددا للاطمئنان ايضا، وفي تلك اللحظة، كما تم سرد القصة كاملة لي، وصلت زوجتي «ام العيال» وشاهدت كل شيء، في لحظات كانت حتما مرعبة لها، والحمد لله الذي رزقني بزوجة وفية ومخلصة وصالحة لم تفارقني لحظة وحملت على عاتقها الهموم والهواجس وهي لم تكن تعلم بأني سأكون على قيد الحياة ام لا، فهي تستحق كل الاخلاص والتضحيات والوفاء، فالزوجة الصالحة كنز الرجل وضياء له في بيته وحياته وكذلك هي ام اسماعيل، ورغم اللحظات الصعبة الا ان كلمة «شكرا» لا توفي ايضا مؤسسة حمد الطبية، برئاسة الاخ محمد خليفة السويدي، وبالتحديد مستشفى القلب، بقيادة الدكتور نضال الأسعد والكادر الطبي الذي قام بجهود جبارة لإنقاذ حياتي، وطوال فترة بقائي في المستشفى لم اشاهد إلا كل الاهتمام والعناية والرعاية، ما يجعلنا نفخر بهذا الصرح الطبي المميز وطاقمه الطبي الكفؤ، والشكر لكل من قام بزيارتي أو تواصل بأي وسيلة كانت، ودعوات الجميع بالشفاء ولله الحمد.. وهذا كله ساهم بشكل كبير في شفائي ورفع معنوياتي.
لقد كانت لحظات عصيبة وصعبة، ولكنها مرت، بفضل من الله، ولا شك في أن له سبحانه تعالى، في ذلك، حكمة وعبرة.
فهد العمادي - مدير التحرير