+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة- قنا- استضافت إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية، أمس، ورشة عمل بعنوان «دعم الجهود الوطنية في الحد من النزاعات»، والتي نظمها مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، وأكاديمية فولك برنادوت السويدية، والبرنامج المشترك المعني ببناء القدرات الوطنية للوقاية من الصراعات التابع لإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتستمر لثلاثة أيام.

وفي هذا الإطار، قالت سعادة الشـيـخة هنوف بنـت عبدالرحمن آل ثاني مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية: «إن اجتماعنا اليوم يأتي للمشاركة في محادثات هادفة بشأن تعزيز الجهود الوطنية لمنع نشوب الصراعات واستدامة السلام، بما يتماشى مع أهداف ميثاق المستقبل، والتزامنا الجماعي بالسلام والأمن».

وأضافت سعادتها في كلمتها الافتتاحية للورشة أن «انعقاد هذا الحدث بدولة قطر، بصفتها عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، يؤكد على التزام قطر العميق بمنع الصراعات وبناء السلام»، لافتة إلى أنه لطالما كانت دولة قطر مناصرة قوية للوساطة الفعالة في الصراعات وحلها، فضلا عن دورها في تعزيز القدرات الوطنية لمنع الصراعات بمختلف أشكالها.

وأوضحت أن دولة قطر شهدت بنفسها تعقيدات التحديات الإقليمية والعالمية، وأدركت أهمية دورها كونها جسرا للحوار والتعاون، مبينة أن استضافة هذه الورشة تعكس مساهمة دولة قطر في تعزيز حلول السلام إقليميا وعالميا.

وأشارت مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية إلى أن «ميثاق المستقبل» الذي اعتمدته الدول الأعضاء في سبتمبر الماضي، يمثل خطوة مهمة نحو نظام عالمي أكثر سلاما واستدامة، كونه يؤكد على أهمية اتباع نهج جديد قابل للتطبيق عالميا بقيادة وطنية لمنع نشوب النزاعات واستدامة السلام.

وبينت أنه عنده النظر للعالم اليوم، نرى الأثر المدمر للصراع، سواء في غزة أو السودان أو أوكرانيا أو غيرها من المناطق، لافتة إلى أن الاستجابة لهذه الأزمات لها تكاليفها الباهظة بالرغم من ضرورتها، إلا أن منع نشوبها أكثر فعالية من حيث التكلفة وإنقاذ الأرواح.

وقالت سعادة الشيخة هنوف بنت عبدالرحمن آل ثاني: «إن دولة قطر تدعم بشكل كامل رؤية ميثاق المستقبل بشأن المسؤولية الجماعية لإعطاء الأولوية للوقاية»، مشددة على أهمية ضمان التزام الحكومات الوطنية بتولي زمام المبادرة في تحديد الأسباب الأساسية للصراعات ومعالجتها.

ونوهت بأهمية هذه الورشة في إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات المتعلقة بكيفية قيام الأمم المتحدة، من خلال آلياتها المختلفة، بمواصلة دعم وتعزيز جهود الوقاية التي تقودها الدول بهذا الإطار، مشيرة إلى أنه من خلال الجهود الجماعية للدول والمنظمات الإقليمية والشركاء الدوليين، يمكن بناء الإرادة السياسية اللازمة لدعم هذه الجهود، وضمان تحقيق السلام المستدام والشامل.

ولفتت إلى أن دولة قطر تؤمن إيمانا راسخا بأنه من خلال المشاركة البناءة والمسؤولية المشتركة يمكن للدول منع نشوب الصراعات، ومعالجة الأسباب الكامنة وراء عدم الاستقرار، داعية إلى التركيز خلال ورشة العمل على كيفية دعم الجهود الوطنية للوقاية من الصراعات، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى الدعم الدولي، واستكشاف طرق مبتكرة لتعزيز الشراكات بين البلدان والمؤسسات والمنظمات.

واختتمت سعادة الشيخة هنوف بنت عبدالرحمن آل ثاني مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية كلمتها بالتأكيد على التزام دولة قطر بدعم جهود الوقاية التي تقودها البلدان، وتطلعها للعمل نحو تعزيز الجهود الجماعية في بناء عالم أكثر أمانا وسلاما وعدالة.

من جانبه، قال الدكتور غسان الكحلوت مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني: «إن هذه الورشة تشكل منصة حيوية لتبادل الأفكار، ومشاركة أفضل الممارسات، وتعزيز الشراكات التي من شأنها أن تسهم في صياغة استراتيجيات السلام المستدامة، حيث سنتكشف خلالها الأساليب المبتكرة، ونفكر في التحديات والفرص التي تنتظرنا في تعزيز جهود الوقاية الوطنية».

وأضاف: «نطمح للمساهمة معا بشكل هادف في مراجعة هيكل بناء السلام للأمم المتحدة لعام 2025 ومواءمة عملنا مع الرؤية الموضحة في ميثاق المستقبل، ورؤية مجلس التعاون الخليجي للأمن الإقليمي»، مشيدا بالمساهمات القيمة التي سيقدمها المشاركون خلال ورشة العمل، والغنية بخبراتهم المستمدة من بيئات الصراع المتنوعة والمعقدة، ما يثري هذه المناقشات ويساعد في تمهيد الطريق لجهود وقاية أكثر شمولا وفعالية.

copy short url   نسخ
13/01/2025
5