حمد حسن التميميعندما ننظر إلى الآخرين تتشكّل في أذهاننا صورة عنهم منذ الوهلة الأولى، وبناء على تلك الصورة التي رسمناها في مخيلتنا يكون تعاملنا معهم. هل تذكر كم مرة لم يعجبك شخص بسبب مظهره الخارجي فانعكس ذلك على تصرفاتك تجاهه قبل أن ينطق بكلمة واحدة؟ وهل صادف أن التقى بك أحدهم فشعرت ببغضه لك قبل أن تبدأ بالتعريف عن نفسك؟
معظمنا إن لم نكن جميعاً مررنا بتلك التجربة، سواء إطلاق الأحكام على الآخرين تبعاً لمظهرهم الخارجي، أو تعامل أحد الأشخاص معنا وفقاً للصورة التي كوّنها عنا في رأسه. حيث يميل الإنسان بحكم الطبيعة البشرية الفطرية إلى خلق تصورات حول الأشياء والأشخاص المحيطين به بمجرد النظر إليهم.
صحيح أنه من المتعارف عليه أن دواخلنا تنعكس على محيّانا، لذلك ننجح في كثير من الأحيان في معرفة طبيعة الشخص المقابل من غير أن يقول كلمة واحدة. لكن الواقع هو أن تلك الحقيقة ليست مطلقة، فكثيراً ما نخطئ في أحكامنا التي نطلقها على شخص رأيناه للتو، ليتبيّن لنا بعد لحظات أو أيام أو سنوات حتى أنه خلاف ما اعتقدناه حوله.
هذا يعني، أن حكمك على أحد آخر ليس صحيحاً بالضرورة، بل يحتمل الخطأ أكثر من الصواب. إلى جانب حقيقة مهمة للغاية وهي أن ما تراه في الآخرين غالباً ما يكون انعكاساً لأفكارك ومشاعرك، وكأن الآخر مرآة تعكس رؤيتك وقيمك.
لذلك لا غرابة أن تجد رجلاً متشائماً أينما ذهب فإنه ينتقد الآخرين ويرى فيهم السوء، في حين أن آخر يرى في الناس الخير بغض النظر عن البلد الذي هو فيه. ما يعني أن ما تراه في الواقع كثيراً ما يكون وهماً ذاتيّاً وتصوّرات شخصية تعتمد على حالتك المزاجية أو تركيبتك النفسية وطريقة تفكيرك وقيمك في الحياة ونظرتك الشمولية لكل شيء يحيط بك.
يُقصد بذلك، أنك عندما تكون بحالة نفسية سلبية فإنك على الأغلب سترى جميع المحيطين بك سيئين ومزعجين، والعكس صحيح. ولو كنت شخصاً متفائلاً يسكن السلام الروحي في داخله فإنك حتماً سترى الجوانب الجميلة والإيجابية في معظم الأشخاص الذين تلتقي بهم، في حين أنك لو كنت إنساناً سلبيّاً يعاني عدم تقدير الذات والإخفاقات المتكررة في حياته فعلى الأغلب أنك ستنقّب عن الجوانب السلبية في كل شخص تقابله.
كل ذلك يعني أن الصورة التي تخلقها في مخيلتك عن الآخرين ما هي إلا انعكاس تام لما يسكن داخلك من أفكار ومشاعر وقيم. وهذا يشير بوضوح إلى أننا كثيراً ما نخطئ في حكمنا على الآخر، إذ نراه كما نرى أنفسنا وكما نشعر تجاه ذواتنا وتجاه العالم ككل.
من هذا المنطلق، فكراهيتك للآخر بسبب اختلافه عنك أو لأي سبب كان هو بسبب الصورة التي كوّنتها عنه والتي هي في الحقيقة انعكاس لصورتك فيه. فأنت كمن يرى نفسك في الشخص المقابل، فإذا كنت على وئام مع ذاتك الداخلية وتعيش حياة يسودها السلام الروحي فسترى في الآخرين جوانب جميلة ربما حتى هم لا يدركونها، أما إذا كنت شخصاً يعاني التعاسة والشعور الدائم بالتوتر والقلق والغضب فسترى في الآخر ما يوازي مشاعرك وأفكارك بالضبط، أي ما يطابق ذاتك الداخلية.
الذات المحبة المسالمة ترى الخير والجمال في الآخرين، أما الذات المعذَّبة الحانقة فترى الشر والقبح في الغير. ولهذا فإن كراهيتك لي لا تعكس صورتي الحقيقة وإنما تعكس صورتك أنت. وعليه، ينبغي على كل إنسان فينا أن يصلح داخله أولاً قبل أن يحكم على الآخرين، وأن يسعى إلى تحقيق السلام الداخلي واكتساب المعرفة والحكمة والنظر إلى الحياة بإيجابية، مما يجعله قادراً على رؤية انعكاس صورته النيّرة في الآخرين من حوله.
معظمنا إن لم نكن جميعاً مررنا بتلك التجربة، سواء إطلاق الأحكام على الآخرين تبعاً لمظهرهم الخارجي، أو تعامل أحد الأشخاص معنا وفقاً للصورة التي كوّنها عنا في رأسه. حيث يميل الإنسان بحكم الطبيعة البشرية الفطرية إلى خلق تصورات حول الأشياء والأشخاص المحيطين به بمجرد النظر إليهم.
صحيح أنه من المتعارف عليه أن دواخلنا تنعكس على محيّانا، لذلك ننجح في كثير من الأحيان في معرفة طبيعة الشخص المقابل من غير أن يقول كلمة واحدة. لكن الواقع هو أن تلك الحقيقة ليست مطلقة، فكثيراً ما نخطئ في أحكامنا التي نطلقها على شخص رأيناه للتو، ليتبيّن لنا بعد لحظات أو أيام أو سنوات حتى أنه خلاف ما اعتقدناه حوله.
هذا يعني، أن حكمك على أحد آخر ليس صحيحاً بالضرورة، بل يحتمل الخطأ أكثر من الصواب. إلى جانب حقيقة مهمة للغاية وهي أن ما تراه في الآخرين غالباً ما يكون انعكاساً لأفكارك ومشاعرك، وكأن الآخر مرآة تعكس رؤيتك وقيمك.
لذلك لا غرابة أن تجد رجلاً متشائماً أينما ذهب فإنه ينتقد الآخرين ويرى فيهم السوء، في حين أن آخر يرى في الناس الخير بغض النظر عن البلد الذي هو فيه. ما يعني أن ما تراه في الواقع كثيراً ما يكون وهماً ذاتيّاً وتصوّرات شخصية تعتمد على حالتك المزاجية أو تركيبتك النفسية وطريقة تفكيرك وقيمك في الحياة ونظرتك الشمولية لكل شيء يحيط بك.
يُقصد بذلك، أنك عندما تكون بحالة نفسية سلبية فإنك على الأغلب سترى جميع المحيطين بك سيئين ومزعجين، والعكس صحيح. ولو كنت شخصاً متفائلاً يسكن السلام الروحي في داخله فإنك حتماً سترى الجوانب الجميلة والإيجابية في معظم الأشخاص الذين تلتقي بهم، في حين أنك لو كنت إنساناً سلبيّاً يعاني عدم تقدير الذات والإخفاقات المتكررة في حياته فعلى الأغلب أنك ستنقّب عن الجوانب السلبية في كل شخص تقابله.
كل ذلك يعني أن الصورة التي تخلقها في مخيلتك عن الآخرين ما هي إلا انعكاس تام لما يسكن داخلك من أفكار ومشاعر وقيم. وهذا يشير بوضوح إلى أننا كثيراً ما نخطئ في حكمنا على الآخر، إذ نراه كما نرى أنفسنا وكما نشعر تجاه ذواتنا وتجاه العالم ككل.
من هذا المنطلق، فكراهيتك للآخر بسبب اختلافه عنك أو لأي سبب كان هو بسبب الصورة التي كوّنتها عنه والتي هي في الحقيقة انعكاس لصورتك فيه. فأنت كمن يرى نفسك في الشخص المقابل، فإذا كنت على وئام مع ذاتك الداخلية وتعيش حياة يسودها السلام الروحي فسترى في الآخرين جوانب جميلة ربما حتى هم لا يدركونها، أما إذا كنت شخصاً يعاني التعاسة والشعور الدائم بالتوتر والقلق والغضب فسترى في الآخر ما يوازي مشاعرك وأفكارك بالضبط، أي ما يطابق ذاتك الداخلية.
الذات المحبة المسالمة ترى الخير والجمال في الآخرين، أما الذات المعذَّبة الحانقة فترى الشر والقبح في الغير. ولهذا فإن كراهيتك لي لا تعكس صورتي الحقيقة وإنما تعكس صورتك أنت. وعليه، ينبغي على كل إنسان فينا أن يصلح داخله أولاً قبل أن يحكم على الآخرين، وأن يسعى إلى تحقيق السلام الداخلي واكتساب المعرفة والحكمة والنظر إلى الحياة بإيجابية، مما يجعله قادراً على رؤية انعكاس صورته النيّرة في الآخرين من حوله.