تعليقاً على مقالة يوم أمس الأول (الفواكه مفيدة)، يقول أحد الإخوة من الشعراء الفحول المختصين في التراث والسيرة والشعر والقصيد:
خل الفواكه عنك.. عندك فواكه
ما هو مثلنا لا فواكه ولا ماي
المرأة في عرف الكثيرين كالفاكهة، لذلك يحلو للبعض التعدد، بأنواعه، التعدد ذريعة الرجال وفكرة التعدد تجدها عند جل الرجال، والغالبية يمر بذهنه هذا الخاطر في مرحلة من مراحل حياته، الرجل الهادئ الذي يعشق «السهدة» والسكون والانعزال، «البيتوتي» المزاج تجده يختلق لنفسه الأعذار للتعدد، ويخرج نفسه «ملاكاً» لا يخطئ، يستميل تعاطف من حوله ليلتمسوا له العذر على إقدامه على التعدد، والمعدد عادة مغبوط ومحسود ! والله في حاله وسره عليم «والناس تحسبه كأن على رأسه ريشه، يقول الأستاذ (بن سيف) الكاتب القدير والمغرد الجميل، الذي كنت أقرأ له في الوطن، ما معناه»....
في الماضي كان الزواج بالثانية والثالثة والرابعة أشبه بأن تجلب لبيتك عاملا أو مدبرة أو شغالة، لا تكلفك أكثر من ثوب من القماش أو عباءة من الوبر، ثم هي تخدمك وتخدم أبناءك أربعا وعشرين ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، المرأة في السابق حين تتزوجها وتتركها في البيت تأكل من خشاش البيت، وما يسقط من وجبتك حين تأكل، وتشرب من دموع السماء إذا فاضت، وهي فوق كل ذلك لا تكل ولا تمل من العمل ولا تقصر ولا تستمرض ولا تكلفك فاتورة جوال تكسر الظهر، ولا فاتورة شراء تكسر الراتب، اليوم مسكين وابن مسكين وابن مسكينة ومن قوم مساكين ذلك الذي يعدد، فهو غير أنه يفتح بيتا ثانيا، ملزم أيضا أن يفتح قلبا ثانيا، وعينين ثانيتين، وراتبا ثانيا، وأعصاباً ثانية ويهيئ نفسه لأمراض ثانية، من يغامر بالتعدد اليوم يجد نفسه مضطرا واقعا وقانونا، أن يستنسخ نفسه نسختين متساويتين بالتمام والكمال، وإن لم يستطع أن يستنسخ نفسه فعليه أن يشق نفسه نصفين، ويضع في كل بيت نصفا، أما إذا ثلّث فإنه سيشق نفسه إلى ثلاث قطع، وحين يربّع سيتمزق لقطع أربع،
فيكون ربع رجل! في كل بيت قطعة منه ! التعدد في هذا الزمان صعب، والظروف والحياة الحديثة وتكاليفها وضعت الرجل متوسط الحال في شدة ! يقسم (بوسيف) الكاتب القدير قائلاً: إياكم والتعدد، إلا بعد إعداد العدة، وأقول أنا: التعدد صار محنة في هذا الزمن، والفواكه منحة، تجنبوا الأول وعليكم بالثانية، تفكهوا وتلذذوا وتخيروا من الفاكهة ما شئتم، وعليكم بالعافية، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي