+ A
A -
صلاح سلام كاتب لبناني

إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني يجب أن يضع خطاً عريضاً بين مهاوي التردي والتعثر والضياع، وآفاق الآمال العريضة التي تضمنها خطاب القسم الطموح، والذي يجسد إرادة الرئيس الجديد في إعادة بناء دولة المؤسسات، ووضع البلد على سكة الإصلاح والإنقاذ.

لم يعد ينفع الخوض في كواليس مفاوضات الربع ساعة الأخير، التي فتحت أبواب بعبدا أمام قائد الجيش جوزاف عون، فما حصل قد حصل، ولا عودة إلى الوراء، والأهم اليوم هو التطلع إلى الأمام، لتسريع خطى إخراج البلد من نفق الأزمات والمشاكل المتراكمة، إلى رحاب الحلول الملائمة، سيّما وأن العهد الجديد جاء نتيجة تفاهمات دولية وعربية، وخاصة أميركية وسعودية. وثمة في الأفق ما يشير إلى استعدادات واعدة للدعم الكامل للبنان في الفترة المقبلة، سواءٌ لإطلاق ورشة الإعمار، أم على مستوى الإصلاحات، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات الحيوية لما فيه مصلحة البلدين.

الاستشارات النيابية اليوم، وما سيعقبها من تكليف لصاحب أكثرية الأصوات بتشكيل الحكومة العتيدة، ستكون بمثابة الاختبار الأول لمسيرة العهد، ومدى قدرتها على تجاوز العقد التقليدية، والصعوبات السياسية، والنفاد إلى تجسيد المبادئ والعهود التي تضمنها خطاب القسم، قبل أن يجف الحبر الذي كُتب به، ويدخل عالم النسيان.

الرئيس جوزاف عون يدرك أكثر من غيره أن طريقه لن تكون مفروشة بالورود، ولكنه مصمم على المضي بنهج الإصلاح والإنقاذ حتى النهاية.

فهل ينجح حيث توقف قطار فؤاد شهاب الإصلاحي عند وادي الإقطاع السياسي، وفساد «أكلة الجبنة»؟

copy short url   نسخ
14/01/2025
0