+ A
A -
يقول حُذيفة بن اليمان: ما منعني أن أشهدَ بدراً إلا أني خرجتُ وصاحبي أبي حسيل، فأخذنا كفَّارُ قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمداً
فقلنا: ما نريده، وإنما نريدُ المدينة.
فأخذوا منا عهدَ اللهِ وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة ولا نقاتل معه.
فأتينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر.
فقال: انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم!
درس عظيم في الوفاء من رجلٍ عظيم أوتيَ مكارمَ الأخلاق كلها، رغم أن الكذبَ يجوز على الأعداء، وما كان بإمكان حذيفة وأبي حسيل أن يخبرا قريشاً أنهما ذاهبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لأن المشركين أخذوا عليهما عهداً أن لا يُقاتلا معه ضدَّهم، أبى الشهم الكريم الوفي أن يسمح لهما بالقتال، وقال لهما: انصرفا، نفي لهم بعهدهم!
وبعد الانتهاء من كتابة وثيقة صلح الحديبية، والتي كان من بنودها أنه من جاء من قريش مسلماً ردوه إليهم، جاء أبو جندل مسلماً، فقال أبوه سهيل بن عمرو وهو مازال في معسكر المسلمين لم يُغادر: يا محمد هذا أول من أقاضيكَ عليه أن ترده إلىَّ!
فأعاده النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أبيه.
فجعل أبو جندل يقول: يا معشر المسلمين أتردونني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟!
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنَّا عقدنا بيننا وبين القوم عهداً، وإنا لا نغدر بهم! يا أبا جندل اصبِرْ واحتسِبْ، فإنَّ الله جاعل لكَ ولمن معكَ فرجاً ومخرجاً!
هذا وفاؤه مع أعدائه، فكيف يا تُرى كان وفاؤه مع أصحابه؟!
ثم كيف هو وفاؤنا نحن؟
الحُرُّ تربطه كلمته، فإن قال وعداً صار دَيْناً في رقبته، ويستوى عنده ما قاله شفاهاً، أو ما وقَّع عليه مكتوباً!
ويكفي خُلف الوعد إثماً وسوءاً أنه ثلث النفاق! فقد قال سيدنا: آية المنافق ثلاث: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعدَ أخلفَ، وإذا أؤتمن خان!بقلم: أدهم شرقاوي
فقلنا: ما نريده، وإنما نريدُ المدينة.
فأخذوا منا عهدَ اللهِ وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة ولا نقاتل معه.
فأتينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر.
فقال: انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم!
درس عظيم في الوفاء من رجلٍ عظيم أوتيَ مكارمَ الأخلاق كلها، رغم أن الكذبَ يجوز على الأعداء، وما كان بإمكان حذيفة وأبي حسيل أن يخبرا قريشاً أنهما ذاهبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لأن المشركين أخذوا عليهما عهداً أن لا يُقاتلا معه ضدَّهم، أبى الشهم الكريم الوفي أن يسمح لهما بالقتال، وقال لهما: انصرفا، نفي لهم بعهدهم!
وبعد الانتهاء من كتابة وثيقة صلح الحديبية، والتي كان من بنودها أنه من جاء من قريش مسلماً ردوه إليهم، جاء أبو جندل مسلماً، فقال أبوه سهيل بن عمرو وهو مازال في معسكر المسلمين لم يُغادر: يا محمد هذا أول من أقاضيكَ عليه أن ترده إلىَّ!
فأعاده النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أبيه.
فجعل أبو جندل يقول: يا معشر المسلمين أتردونني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟!
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنَّا عقدنا بيننا وبين القوم عهداً، وإنا لا نغدر بهم! يا أبا جندل اصبِرْ واحتسِبْ، فإنَّ الله جاعل لكَ ولمن معكَ فرجاً ومخرجاً!
هذا وفاؤه مع أعدائه، فكيف يا تُرى كان وفاؤه مع أصحابه؟!
ثم كيف هو وفاؤنا نحن؟
الحُرُّ تربطه كلمته، فإن قال وعداً صار دَيْناً في رقبته، ويستوى عنده ما قاله شفاهاً، أو ما وقَّع عليه مكتوباً!
ويكفي خُلف الوعد إثماً وسوءاً أنه ثلث النفاق! فقد قال سيدنا: آية المنافق ثلاث: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعدَ أخلفَ، وإذا أؤتمن خان!بقلم: أدهم شرقاوي