اكتشف علماء أميركيون آلية رسم الدماغ لخرائط المكان أثناء النوم، حيث إن نظام الملاحة في دماغ الإنسان يعتمد على ما يسمى بـ«خلايا المكان» في منطقة الحصين، وهي تعني منطقة الجزء المسؤول عن الذاكرة في الدماغ وهو الجزء الأول الذي يتأثر بمرض الزهايمر.

ووفقا للتجارب التي أجراها علماء الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بولاية ماساتشوستس الأميركية على مجموعة من الفئران المخبرية لمعرفة كيف تتفاعل هذه الخلايا مع بعضها البعض، فقد قاموا بوضع الفئران في متاهات للبحث بدون تحفيزها بمكافأة، ومن ثم راقبوا نشاط الخلايا في منطقة CA1 من الحصين، معتمدين على ومضات ناتجة عن تراكم أيونات الكالسيوم، ويتم تسجيل ومضات خلايا المكان أثناء التجوال، وأيضا أثناء إعادة تمثيلها في النوم.

كما قام العلماء بدراسة التفاعلات بين الخلايا العصبية الفردية باستخدام خوارزميات أبعاد البيانات، وحددوا بينها خلايا ضعيفة الارتباط بالمكان، والتي لا يرتبط نشاطها بذكريات موقع معين، بل بأنماط نشاط الخلايا الأخرى في الشبكة.

وأظهرت النتائج أن نشاط هذه الخلايا بدأ يتطور على الفور وبقي مرتفعا بشكل ثابت خلال الأيام التالية، وتم إثبات أن رسم الخرائط الذهنية يتطلب النوم بالضرورة، ومن أجل تأكيد هذا الأمر أراد علماء الأعصاب معرفة كيف يبني الدماغ خرائط للمكان أثناء النوم. واتضح أن الفئران كانت تتدرب في أحلامها على استكشافاتها الأخيرة وتحسين ذكرياتها عنها.