+ A
A -

نجحت الوساطة القطرية في وضع نهايات سعيدة لكثير من أزمات ومشاكل المنطقة في السنوات الماضية، ولم تقتصر تلك الوساطات على الشأن العربي، بل امتدت كذلك إلى القارة الإفريقية وإلى نزاعات وقضايا في القارة الآسيوية، وهي حققت ما حققته بسبب الإمكانيات الدبلوماسية، والمكانة الرفيعة التي باتت تتمتع بها كوسيط نزيه ومحايد تجاه الأطراف المختلفة في تلك الملفات، هدفه تحقيق الأمن والسلم الدوليين أولا وقبل كل شيء، وبطبيعة الحال فإن الوساطة تنبثق من جذور قطر الأصيلة ومبادئها الوطنية التي تقوم على العدل والإنصاف، وهي الأسس التي شكلت لعقود ركيزة السياسة الخارجية لدولة قطر، كما أن المادة السابعة من دستور دولة قطر أشارت إلى فكرة دمج جهود حل النزاعات وبناء السلام، لتكون جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها الخارجية، عبر تحويل النزاعات إلى فرص من خلال بناء جسور الحوار وتبديل الخلاف إلى تفاهم، لتصبح بذلك حجر الزاوية للسلام المستدام.

إن أي وساطة فعّالة تتطلب الحكمة، والمرونة، والرؤية لتحقيق أرضية مشتركة، وتجربة قطر أثبتت أن كل نزاع يحمل في طياته إمكانية إيجاد حل، لذلك لم تتوان يوما عن بذل الجهد والوقت في سبيل الوصول إلى الأهداف المتوخاة، لكل ذلك تحركت منذ اليوم الأول للحرب على غزة من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل يسمح بتبادل المحتجزين والأسرى، إلى أن وصلت الأمور اليوم إلى خواتيمها، بعد تجاوز العقبات الرئيسية الخلافية بين الطرفين، كما أوضح بالأمس الدكتور ماجد محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية خلال الإحاطة الأسبوعية.

copy short url   نسخ
15/01/2025
5