بدأ قسم جراحة العظام التابع لمؤسسة حمد الطبية في إجراء جراحة استبدال مفصل الكاحل الكلّي لأول مرة في قطر، حيث أُجريت 3 جراحات في الخامس من ديسمبر الماضي لثلاثة مرضى قطريين، تم فيها استبدال مفصل الكاحل الكُلّي.
وقد صرّح الدكتور محمد العتيق، استشاري أول ورئيس قسم جراحة العظام ومدير مركز العظام والمفاصل بمؤسسة حمد الطبية، أن مركز العظام والمفاصل يعد من أوائل المراكز المتخصصة في منطقة الشرق الأوسط، التي تجري هذه العملية وذلك بفضل إدخال التقنيات الجراحية والعلاجية الحديثة وتطوير خبرات الأطباء، وهو ما يصبّ دائماً في مصلحة المريض لرفع جودة رعايته وتسريع فترة تعافيه.
وفيما يتعلّق بجراحة استبدال مفصل الكاحل، فهي تشمل استبدال المفصل التالف بمفصل صناعي، حيث تُعتبر هذه العملية خيارًا مبتكرًا للمرضى الذين يعانون من تلف شديد في المفصل، مع رغبتهم في الحفاظ على الحركة الطبيعية. وتمتاز هذه العملية بالحفاظ على حركة الكاحل، إذ يتيح المفصل الصناعي للمريض تحريك الكاحل بشكل طبيعي، فضلاً عن أن العملية تساعد على تخفيف الألم الناتج عن الالتهاب أو التلف.في هذا الصدد، أوضح الدكتور محمد ماجد مخيمر، استشاري أول بقسم جراحة العظام بمؤسسة حمد الطبية، أن عملية استبدال المفصل تساهم بشكل كبير في تعزيز جودة الحياة، ذلك أنه وبفضل مرونة المفصل الصناعي، يمكن للمريض العودة إلى الأنشطة اليومية بسهولة. وقال الدكتور مخيمر: «إن هذه العملية تُعدّ مناسبة للأشخاص الذين يريدون الحفاظ على مرونة الحركة ولديهم احتياجات خفيفة إلى متوسطة للنشاط البدني».
وأضاف الدكتور مخيمر قائلاً إن جراحة استبدال مفصل الكاحل تشمل إزالة الأجزاء المتضررة من المفصل واستبدالها بأجزاء صناعية مصنوعة من مواد مثل التيتانيوم والبلاستيك المتين، وهو ما يوفر مرونة أفضل ويقلل من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل في المفاصل المجاورة، كما تتراوح فترة التعافي بين 6 و12 شهرًا، وتشمل العلاج الطبيعي لتحسين الحركة.
الجدير بالذكر أن مشكلات الكاحل تُعد من أكثر التحديات التي تؤثر على جودة حياة المرضى. ففي الحالات المتقدمة من التهاب المفاصل أو الإصابات الشديدة، يلجأ الأطباء عادة إلى أحد الخيارين، إما عملية استبدال مفصل الكاحل أو عملية دمج الكاحل.
في هذا السياق، أوضح الدكتور جاسم الساعي، استشاري مشارك في قسم جراحة العظام بمؤسسة حمد الطبية، أنه ولفترة طويلة مثّلت عملية دمج الكاحل الحل الوحيد لاحتكاك المفصل، حيث يتم خلالها دمج عظام المفصل عبر تثبيت العظام بمسامير أو ألواح معدنية بعد إزالة الغضاريف التالفة، وذلك لإزالة الألم الناتج عن الاحتكاك. لكنّ هذه العملية قد تُؤدي إلى فقدان دائم للحركة في المفصل، كما يتمّ اللجوء إليها في الحالات التي يكون فيها المفصل مشوهًا بشدة أو غير مستقر، لكنها قد تُؤدي إلى زيادة الضغط على المفاصل الأخرى، مما يزيد من احتمال ظهور التهاب المفاصل في المستقبل.
وأضاف الدكتور الساعي قائلاً: أن كل من جراحات استبدال مفصل الكاحل أو دمج الكاحل تعد حلولًا فعالة لتخفيف الألم واستعادة جودة الحياة، علماً وأن اختيار اللجوء إلى أيّ من الجراحتين يعتمد أساسًا على احتياجات المريض، ونمط حياته، وحالة المفصل. فضلا عن ذلك، يتطلب التعافي من العمليتين الالتزام بالعلاج الطبيعي، مع تجنب الأنشطة المجهدة، كما يحتاج المرضى إلى متابعة دورية لتقييم التعافي والوظيفة الحركية للمفصل.