علمت الوطن أن هيئة الأشغال العامة «أشغال» طرحت مؤخرا مناقصة على الشركات المختصة لتصميم وتنفيذ المبنى الرئيسي الجديد للبريد العام بمنطقة الثمامة، ويأتي ذلك ضمن حزمة من المشروعات الجديدة التي تطرحها الهيئة بناء على الخطط الموضوعة.
ومن المتوقع أن يكون المبنى الجديد بعد تشييده بمثابة مركز رئيسي متكامل يضم كافة الخدمات البريدية الأساسية، إلى جانب توفير مساحات لخدمات الدعم والمساندة.
وسيتم تصميم المبنى الجديد بشكل يراعي الجوانب البيئية والتقنية، مع الالتزام بالمعايير العالمية للبناء والاستدامة.ومن المتوقع أن يضم المبنى الجديد قاعات واسعة لتقديم الخدمات للعملاء، وأنظمة تقنية حديثة لمعالجة البريد، ومرافق مخصصة للتخزين والفرز الآلي، ومساحات مكتبية وإدارية، ومواقف سيارات تستوعب عدداً كبيراً من المراجعين والعاملين.ويهدف المشروع إلى تحسين جودة الخدمات البريدية وتسهيل الوصول إليها، ومن المتوقع أن يسهم المبنى في تعزيز تجربة العملاء من خلال تقديم خدمات أسرع وأكثر كفاءة، إضافة إلى دعم رؤية قطر الوطنية 2030 في تعزيز البنية التحتية العصرية والمستدامة.وتعكس هذه الخطوة التزام قطر بتطوير بنيتها التحتية وفق أعلى المعايير، ويتوقع أن يكون للمبنى الجديد تأثير إيجابي كبير على الخدمات البريدية في البلاد، من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة القدرة الاستيعابية لمكاتب البريد. كما سيسهم في دعم التوجه نحو التحول الرقمي في قطاع الخدمات البريدية، ما يسهل تقديم خدمات مبتكرة للمواطنين والمقيمين.
يذكر أن المبنى الحالي لبريد قطر صمم بحيث يجمع كل متطلبات العصر والتكنولوجيا الحديثة في سبيل تحقيق خدمات بريدية متقدمة ومتطورة وسريعة واختير له شكل بيت الحمام للدلالة على الحمام الزاجل الذي كان يستخدم قديماً لنقل البريد بين دول العالم في ذلك الوقت.وبما أن المؤسسة العامة للبريد مؤسسة خدمية فإنها تقدم العديد من الخدمات للجمهور ولهذا فهي جديرة بأن يكون لها مكتب بهذا المستوى مزوداً بأحدث الأجهزة والمعدات حتى تؤدي رسالتها على الوجه الأكمل.
هذا المبنى كان حلما يراود ويشغل تفكير مؤسس البريد القطري المرحوم محمد بن سيف المعضادي الذي عكف جاهداً على تحقيق حلمه فتم افتتاحه عام 1988من وبالنظر إلى المبنى من الوهلة الأولى يتبين للناظر بأنه صغير الحجم ولكنه من الداخل ضخم، ويتكون من خمسة طوابق. مساحة الأرض التي أقيم عليها المكتب الواقع في منطقة الخليج الغربي تبلغ 33540 مترا مربعا، ولهذا أصبح الموقع مركزاً وسطاً بين المؤسسات والدوائر الحكومية التي تطل على كورنيش الدوحة.
ويتوفر في مبنى مكتب البريد العام 25000 صندوق بريدي مزود بالكامل بالخدمات الإلكترونية وتبدأ هذه الأرقام من 1 - 25000.، وهناك العديد من الخدمات التي يقدمها مكتب البريد العام والتي منها خدمات البعائث البريدية، خدمة البريد الممتاز وخدمات الحكومة الإلكترونية. جديرا بالذكر أصدرت دولة قطر مؤخرا قانوناً لتنظيم الخدمات البريدية والذي من شأنه المساهمة في تحسين الخدمات المقدمة ودعم الاقتصاد الوطني تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030 الرامية إلى إيجاد توازن بين الاقتصاد القائم على النفط واقتصاد أكثر اعتماداً على المعرفة، وذلك سعياً إلى تنويع الاقتصاد القطري وضمان مناخ أعمال مستقر ومستدام.
ويتوافق القانون رقم (15) لسنة 2023 يتوافق مع التطورات والمستجدات العالمية والتكنولوجية والتشريعات المنظمة في المجال، عملاً باتفاقيات التجارة العالمية وتوصيات الاتحاد البريدي العالمي، لا سيّما في ظل التبني الواسع لمتطلبات التجارة الإلكترونية والتحول الرقمي، مما يعزز التنافسية وتطوير الخدمات المقدمة وجذب الاستثمارات.
وحدد القانون صلاحيات الجهات المعنية في تنظيم الخدمات البريدية، كما يوضح دور وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إعداد السياسة العامة لقطاع البريد ووضع الخطط والبرامج اللازمة لتطوير القطاع بما يواكب متطلبات التنمية الشاملة في الدولة، مع تحديد هيكلة أسواق البريد وسبل تشجيع الاستثمار في القطاع.