بقلم : يعقوب العبيدلي
التواضع من صفات الأنبياء والنبلاء، ومن علامات التقوى والصلاح، صفة محمودة، تفتح الطرق المسدودة، يعد فضيلة، وصفة جليلة، ومن علاماته حسن الخلق والكلمة الطيبة والفعل الحسن، والصنيع الذي يترك الأثر في نفوس الناس.
إن التواضع مطلوب في كل الأوقات والمجالات، على مستوى العلاقات، لأنه صدقة، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»، لذلك يجب على المسلم أن يتطبّع بالتواضع من منطلق الحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم، والتواضع بالتعوّد عليه والتخلق به، إن الكبر والتعالي على الناس مخالف لشرعنا وديننا وميراثنا العظيم، إن الكبر يكون سبباً مباشراً لهلاك صاحبه، وتنفير الناس منه، والتواضع سبباً لسعادة الدنيا والنجاة في الآخرة، بالتواضع تنتقل من حال إلى حال، ومن نيران إلى جنان، ومن ظلمات إلى نور، ومن عبادة الشيطان إلى عبادة الرحمن، والتواضع له مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي، يكفي أن الله يدخلك بسببه الْجَنَّة.
إن التواضع يكون مؤثراً إذا كان بلا تصنع وتمثيل، إذا كان خالصاً لله، يكون له الأثر السحري في نفوس الناس يحبونه ويقدرونه، له الأثر الطيب في النفوس وَيؤلف القلوب، ويتحول العدو إلى صديق بإذن الله، كما يحببك إلى الآخرين، فهو مفتاح الدعوة والقبول، والتواضع حكمة وموعظة حسنة من خلال التواضع الحسن، والصنيع بلا من، إن معاملة الناس بلطف وتواضع - والأقربون أولى بالمعروف - يفتح لك أبواب السعادة والقبول في الأرض والسماء، ويشرح الله صدور الناس لقبولك ومحبتك وتقديرك بفضله سبحانه وتعالى، فليس المؤمن بالمتكبر والمتعالي، لا بالطعان ولا اللعان، ولا الأنان ولا المنان، ولا الحنان، ولا الحداق، ولا البراق، ولا الشداق، وعلينا في هذه الأيام المباركات وغيرها من أيام السنة أن نسير على هدي نبينا وحبيبنا - صلى الله عليه وسلم - فمن صفات الخيرين الصادقين أنهم متواضعون طيبون مع الناس جميعا – ومع أهلهم – ومن يعولون، وعلى الخير والمحبة نلتقي.