+ A
A -

انتهجت دولة قطر في سياستها الخارجية، نهج الحوار والمساعي الحميدة والوساطة والدبلوماسية الوقائية، والعمل على تسوية المنازعات والأزمات بالطرق السلمية وبكل حيادية واستقلالية، ووفق أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهي انطلقت في ذلك بسبب الطبيعة الحيوية والجيوسياسية والاقتصادية للمنطقة، التي شهدت، وما زالت تشهد، الكثير من التوترات بين القوى الإقليمية، بالإضافة إلى التدخلات الدولية المؤثرة فيها.

لقد نجحت الوساطة القطرية في وضع نهايات سعيدة لكثير من أزمات ومشاكل المنطقة في السنوات الماضية، ولم تقتصر تلك الوساطات على الشأن العربي، بل نجحت في وضع حد للعديد من الأزمات على المستوى الدولي، وأصبح دور قطر لا غنى عنه، خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها، وتوجتها بالأمس عبر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، والذي جاء نتيجة عمل شاق وجهود جبارة، قامت وتواصلت ليلا ونهارا، واستمرت بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، الذي أعرب عن أمله في أن يُسهم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبدء مرحلة جديدة لا يتم فيها تهميش هذه القضية العادلة، والعمل الجاد على حلها حلاً عادلاً وفق قرارات الشرعية الدولية.

وأوضح سموه أن الدور الدبلوماسي لدولة قطر في الوصول لهذا الاتفاق هو واجبنا الإنساني قبل السياسي، متوجها بالشكر إلى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية على جهودهما المقدرة.

هذا الموقف المبدئي والثابت كان وراء ما تحقق، وهو إنجاز يدعو للفخر الأكيد.

copy short url   نسخ
16/01/2025
50