يعقوب العبيدلي
عبارة يرددها صديقنا (بو جوهر) المدرب الغرفاوي عاشق الكرة والمستطيل الأخضر المدرب حسن جوهر المسلماني «شبّاب الضّو» هو السفيه الأحمق، مثير الفتن، وشبّاب الضّو بين الزملاء والعلاقات، يوقظها ويديرها ويولّعها، يحيا بالخلافات، ويسعد بالصراخ والعويل، في كل أحقاب التاريخ ووقائع الحاضر الذي نعرف هناك شبّاب الضّو لا يشعلها إلّا هو، ولا يوقظها إلا هو.
لا يوجد أبشع من شبّاب الضّو على مستوى المجتمعات والأمم، وعلى مستوى الأفراد، وعلى مستوى الأسر، وعلى مستوى العلاقات، شبّاب الضّو يثير الفتن ويوقظ الحوارات والمجادلات، ويثير العواصف والزوابع، يعتقد أنه يحسن صنعاً، ولكن لا يدرك سوء عمله إلا بعد فوات الأوان، معروف على مستوى زملائه بمداخلاته وقفشاته ودسائسه وحبائله ومكائده.
العرب والمسلمون من أخبر الأمم بشبّاب الضّو، لأن التاريخ العربي الطويل مليء بالفتن، والمنطقة العربية تعيش الغبن كقطع الليل المظلم، والضحايا كثر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، شبّاب الضّو يحب مشاهدة أمواج البحر تتلاطم، والفوضى تعم المكان.
إن زعزعة العلاقات الثنائية من تخصص شبّاب الضّو، فالبراكين الخامدة، وزيادة الفتن والأزمات والانفلات والاضطراب والذعر والخوف والانكماش والأصفار من اختصاص شبّاب الضّو، وإذا كثروا شبّابين الضّو في مجتمع من المجتمعات فسد، إنهم ينشرون الإشاعات والأكاذيب ويثيرون المشكلات على كل المستويات بين الزملاء والأصدقاء، وفي الأسرة الواحدة، وفي المؤسسة الواحدة، وفي الدائرة الواحدة، وفي القرية الواحدة، وفي المدينة الواحدة، وفي المجتمع الواحد، حيث يزحفون نحو كل شيء (حسن) فلا يدعون هذا وذاك إلا آذوه وأصابوه.
قد يقول أحدهم: ما مصلحة شبّاب الضّو من نشر الإشاعات وإثارة الفتن وتوغير القلوب وإفساد الناس على الناس؟ والجواب أن كثيراً من السفهاء والجهلة طبعهم هكذا، ينطبق على السفيه الشديد السفاهة منهم قول الشاعر:
يسطو بلا سبب وتلك طبيعة الكلب العقور، كما أن الأحمق لا يميز بين ما ينفع وما يضر، ولهذا قالت العرب: «عدوُّ عاقل خير من صديق أحمق»، لا تتبعوا شبّاب الضّو، واحذروه، وامنعوا اختراقه، وتشكيكه في مسلماتكم، لا تتبعوا كل ناعق، سواء منظمة أممية أم دولية أم إقليمية أم أفراد بأسماء حقيقية أم مستعارة، هؤلاء هم خراب السفينة وسبب زوال النعمة، فاحذروهم.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.