+ A
A -
جريدة الوطن

القاهرة- قنا- ثمَّن دبلوماسيون وخبراء مصريون جهود الوساطة المشتركة التي قامت بها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية من أجل التوصل إلى اتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وقال الدبلوماسيون والخبراء، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن إعلان معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الليلة قبل الماضية، عن نجاح جهود الوساطة، جاء بعد جهد مكثف وتحركات على كافة الأصعدة، ما مثل إنجازا كبيرا بعد 15 شهرا كاملة مرت على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 45 ألف شخص، بالإضافة إلى تواجد نحو 15 ألف جثة تحت الركام لم تتم استعادتها، فضلا عن 100 ألف مصاب.

فمن جانبه، أكد السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريح لـ«قنا»، أن اتفاق وقف إطلاق النار جاء نتيجة جهود مكثفة منذ العام الماضي بذلتها دولة قطر وجمهورية مصر العربية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن تلك الجهود لم تتوقف في ضوء حرص دولة قطر ومصر على ضرورة وقف القتال وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإنهاء سياسة التجويع التي استخدمتها إسرائيل، فضلا عن منعها الغذاء والدواء والوقود وحصار الشعب الفلسطيني، مشيرا في هذا الصدد إلى استهداف إسرائيل، خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، المدارس والمستشفيات ودور العبادة وحتى المخيمات التي لجأ إليها النازحون.

ونوه بالجهود المضنية التي بذلتها دولة قطر وجمهورية مصر العربية طيلة الأشهر الماضية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.

وأضاف السفير رخا أحمد حسن أن قطر ومصر شريكان أساسيان في الملف الفلسطيني بحكم أمرين مهمين، أولهما أن فلسطين جزء من الأمن القومي المصري، والثاني أن قطر لديها تاريخ طويل وموقف ثابت في دعم القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك قيام دولته الفلسطينية المستقلة.

وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحاته لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، إلى أن دولة قطر دعمت طيلة الفترة الماضية الشعب الفلسطيني إنسانيا وماديا، باعتبار قطاع غزة يعد من أكثر مناطق العالم كثافة بالسكان، وفي حاجة دائمة إلى المزيد من الدعم، مضيفا أنه توازيا مع ما بذلته دولة قطر ومصر من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فقد حرصتا على التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة حتى يعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

من جانبه، أشاد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، بالجهود التي بذلتها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية، والتي أفضت إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، منوها بأدوات القوة التي تمتلكها كل دولة من الوسطاء في هذا الصدد، والتي قادت إلى نجاح جهود الوساطة ووضع حد للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأكد بيومي، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، أن نجاح جهود الوساطة يعود إلى ما تمتلكه دولة قطر من دبلوماسية نشطة ومتزنة جعلتها تتبوأ مكانة مهمة إقليميا ودوليا، وذلك جنبا إلى جنب مع ما تحظى به جمهورية مصر العربية هي الأخرى من مكانة وخبرات سياسية وتاريخ طويل في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فيما يستند دور الولايات المتحدة الأميركية إلى كونها أكثر دولة في العالم تأثيرا على إسرائيل، مشيرا إلى أن الوسطاء الثلاثة حققوا معادلة مهمة في صياغة هذا الاتفاق، بناء على تلك القدرات التي يتمتعون بها.

وأعرب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عن أمله في أن يمتد تعاون دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية في هذا الملف ليشمل جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة، وذلك من أجل تحسين حياة أبناء الشعب الفلسطيني من سكان القطاع.

وحول كيفية إدارة عملية التفاوض وصولا لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال الدكتور أيمن سمير خبير العلاقات الدولية: إن دولة قطر وجمهورية مصر العربية لعبتا أدوارا متكاملة ومتناغمة ومتناسقة من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق، حيث جرى بينهما تنسيق تام خلال جميع مراحل المفاوضات، مشيرا إلى أن جهود الوساطة القطرية المصرية نموذج في التنسيق والتعاون الثنائي المشترك، وكذلك مثلت نموذجا في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وأضاف الدكتور أيمن سمير، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أنه كانت هناك أولويات مشتركة بين قطر ومصر بشأن سرعة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، باعتبار أن استمرار الحرب يعني المزيد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين والمزيد من المعاناة لسكان قطاع غزة، ومن ثم حاولا جاهدين منع إسرائيل من كسر روح المقاومة الفلسطينية التي تمثل شرعية في كل القوانين والمواثيق والأعراف والأخلاقيات.

وأشار إلى الانحياز الكامل من قبل دولة قطر وجمهورية مصر العربية إلى مصالح الشعب الفلسطيني ومواقفهما الثابتة في دعم القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك قيام دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967.

وفيما يخص تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار على الأرض، اعتبر خبير العلاقات الدولية، في تصريحاته لـ«قنا»، أن دولة قطر وجمهورية مصر العربية عليهما دور كبير في المرحلة المقبلة سواء في تطبيق الاتفاق في مراحله المختلفة أو بلورة ما جرى لإقناع الجانب الإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق سلام وَفقا لحل الدولتين.

copy short url   نسخ
17/01/2025
0