الدوحة- قنا- أكد عدد من رؤساء تحرير الصحف القطرية، أن الجهود التي بذلتها دولة قطر خلال الأشهر الـ 15 الماضية، تعكس دور الدبلوماسية القطرية التي حققت إنجازا تاريخيا بحقن دماء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان متواصل منذ السابع من أكتوبر 2023، ما يؤكد أهمية دولة قطر كلاعب رئيسي في تعزيز السلام والاستقرار إقليميا ودوليا.

وشدد رؤساء التحرير، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، على أن دولة قطر لم تدخر جهدا في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه في العيش بكرامة وأمان، بعيدا عن الحروب والجرائم التي تعرض لها خلال الأشهر الماضية، مشيرين إلى أنه بالرغم من التحديات التي رافقت عملية المفاوضات، إلا أن قطر واصلت القيام بدورها الإنساني والدبلوماسي وصولا لتحقيق هذا الحدث التاريخي المهم، الذي لطالما انتظره أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بفارغ الصبر.

فمن جانبه، قال السيد محمد حجي رئيس تحرير صحيفة «الوطن » إن دولة قطر منذ اليوم الأول لم تدخر جهدا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، انطلاقا من حرصها على حقن دماء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان متواصل منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأكد حجي، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يعد إنجازا جديدا يضاف إلى سجل إنجازات الدبلوماسية القطرية، ويعكس الدور الهام لدولة قطر كلاعب رئيسي في تعزيز السلام والاستقرار إقليميا ودوليا، مشيرا إلى أن قطر واصلت جهود الوساطة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة على الرغم من تعرض هذه الجهود للكثير من التحديات، وأصرت على استمرار هذه الجهود، وصولا لحقن دماء الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن استمرار قطر في دورها الدبلوماسي والإنساني يؤكد على أن جهودها كانت واضحة منذ البداية، لوقف الحرب الدائرة على قطاع غزة، والتي أسفرت عن دمار وخسائر بشرية مروعة.

وقال السيد محمد حجي رئيس تحرير صحيفة «الوطن »، في ختام تصريحاته، إن النتائج النهائية لجهود الوساطة التي قامت بها دولة قطر تعكس نزاهة الوسيط وأهمية الدور الذي لعبه طيلة الشهور الماضية رغما عن التحديات، وهذا ما يعزز دور دولة قطر في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وقال الدكتور خالد آل شافي أستاذ الإعلام رئيس تحرير صحيفة «البننسولا»: «منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، كانت قطر تدرك بحكم قربها من الشعب الفلسطيني وقضيته خطورة هذه الحرب، وما تشكله من مخاطر على الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة منذ أكثر من عقد، وعلى المنطقة بأسرها، وسعت بكل ما تملك من قوة إلى وقفها منذ اللحظات الأولى، وذلك انطلاقا من قناعتها بأن كل الحروب مهما بلغت شدتها تنتهي بالجلوس على الطاولة».

وأضاف أن دولة قطر- ومن خلال خبرتها الطويلة في مجال الوساطات والتعامل مع نزاعات معقدة في السابق - كانت تدرك حجم التعقيدات والتحديات التي تعترض سبيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب على قطاع غزة، حيث أظهر القائمون على العمل الدبلوماسي في قطر، قدرا عاليا من المرونة والمثابرة والإصرار لوقف هذه الحرب.

ولفت رئيس تحرير صحيفة البننسولا إلى أن جميع التحديات التي واجهتها دولة قطر خلال سير عملية المفاوضات، لم تثنها عن العمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، من أجل إنهاء الحرب المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، فكان الإنجاز الكبير بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية، وهو اتفاق انتظره العالم لأكثر من خمسة عشر شهرا.

وبين الدكتور خالد آل شافي أن هذا الاتفاق يعد إنجازا إنسانيا وتاريخيا يحتسب لدولة قطر ولدبلوماسيتها العريقة، نظرا لما حققه من حقن لدماء الشعب الفلسطيني الشقيق، مشيرا إلى أن فترة الـ 15 شهرا الماضية من الجهود الدبلوماسية، كانت بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الدبلوماسية القطرية ومهارتها في مواجهة التحديات والصعوبات الجمة التي واجهتها أثناء سير المفاوضات.

ونوه بصبر ومثابرة القائمين على العمل الدبلوماسي بدولة قطر في هذا الصدد، دون المساومة بحق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته وحقه في الحياة الكريمة، مبينا أن قطر تحملت بالتعاون مع شركائها مسؤوليات كبيرة، فكانت هذه الجهود مبعث فخر واعتزاز للإنسانية جمعاء.

من جانبه، أكد السيد فالح حسين الهاجري رئيس تحرير صحيفة «العرب» القطرية، أن جهود الوساطة القطرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تشكل امتدادا لسياستها الخارجية القائمة على الحوار وحل النزاعات بالطرق السلمية، مشيرا إلى أن هذه الجهود تعكس التزام قطر الإنساني والسياسي والأخلاقي لتحقيق الاستقرار في المنطقة وحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وقال الهاجري، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، إن دولة قطر لعبت دورا فريدا في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة عبر مختلف القنوات مع جميع الأطراف، حيث عملت، بالتعاون مع شركائها، على تقريب وجهات النظر وجسر الهوة بين الأطراف، ما أدى في النهاية إلى تحقيق التفاهمات اللازمة للتوصل إلى الاتفاق.

وحول الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، أكد أن دولة قطر حرصت على تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة وتوفير المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني، بالتوازي مع جهود الوساطة المبذولة لوقف إطلاق النار.

وأشار الهاجري إلى أن دولة قطر بذلت خلال الأشهر الـ 15 الماضية، جهودا دبلوماسية كبيرة أظهرت التزاما لا يتزعزع بقضايا الشعوب المظلومة، مؤكدا أنه على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها، واصلت جهودها بأقصى درجات المرونة والصبر من أجل الوصول إلى اتفاق دائم لإطلاق النار.

وشدد على أن دولة قطر أظهرت قدرة فائقة على التعامل مع تعقيدات القضية الفلسطينية، وتعاملت مع التصعيدات العسكرية والمواقف السياسية الحساسة بحكمة مكنتها من اكتساب ثقة جميع الأطراف، الأمر الذي تكلل بالنجاح في تحقيق النتائج والوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يعد إنجازا دبلوماسيا بارزا لدولة قطر، والذي أعاد الأمل بتهدئة الأوضاع وإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.

وأكد السيد فالح حسين الهاجري أن الجهود القطرية بتحقيق وقف إطلاق النار في غزة قدمت نموذجا للدبلوماسية الإنسانية، التي تهدف إلى حماية الأرواح وتحقيق الاستقرار والأمن والسلام، لافتا إلى أن هذه الوساطة لم تكن مجرد مفاوضات سياسية، بل عكست التزاما أخلاقيا وإنسانيا قطريا تجاه الشعب الفلسطيني، كما أثبتت أهمية الحوار كوسيلة لحل النزاعات حتى في أكثر الأوضاع تعقيدا.