الدوحة- قنا- أكد خبراء ومحللون سياسيون أن نجاح الوساطة المشتركة التي قامت بها دولة قطر مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يثبت مجددا المكانة التي تحظى بها دولة قطر بوصفها شريكا يوثق به لدى المجتمع الدولي، ويعكس دورها بوصفها فاعلا مؤثرا في السياسة الدولية يسهم في بناء أسس حوار مستدام يحقق السلام في المنطقة والعالم.

ونوهوا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا» إلى أن دولة قطر، أكدت من خلال جهود الوساطة المستمرة منذ 15 شهرا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قدرتها على التأثير وإدارة المفاوضات بحرفية عالية وبحيادية ونزاهة وموثوقية عكست خبرتها الكبيرة في هذا الميدان.

كما توقعوا أن يدفع وقف إطلاق النار في غزة نحو تسوية ملفات وأزمات أخرى في منطقة الشرق الأوسط، بما يسهم في حقن الدماء، لا سيما في ضوء التحولات الإيجابية التي تشهدها المنطقة.

وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق محمد يوسف المدير التنفيذي لمجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، إن نجاح الوساطة القطرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يمثل إنجازا جديدا للدبلوماسية القطرية التي تتسم بالحكمة والديناميكية والمرونة في التعاطي مع الملفات والأزمات في المنطقة.

وأضاف: «كان الاعتقاد السائد خلال الأسابيع الماضية هو أن مسار المفاوضات قد وصل إلى طريق مسدود، لكن قطر وبفضل حكمة قيادتها وبفضل انفتاحها وتعاونها مع مختلف الشركاء، استمرت في جهود الوساطة بكل اقتدار والتزام بمتطلبات الوصول لوقف إطلاق النار وإعطاء فرصة لتسوية دائمة توقف الدمار وتحقن الدماء التي تسفك منذ أكثر من عام».

ومن جانبه، قال الدكتور بكيل الزنداني، المحل السياسي وأستاذ الدراسات الأمنية بجامعة قطر: «إن دولة قطر تاريخيا وليس منذ 15 شهرا فقط تأخذ على عاتقها القضية الفلسطينية وتعتبرها القضية المركزية بالنسبة لها، وهذا ما أكسبها ثقة الشعب الفلسطيني بكل فئاته وشكل أحد عوامل النجاح في هذه الوساطة الشديدة التعقيد والحساسية».

وأكد أن الخبرة الطويلة في العمل الدبلوماسي التي تتمتع بها دولة قطر كانت عاملا حيويا لحلحلة العقد التي صاحبت هذه الوساطة على مدار 15 شهرا متواصلة.. مضيفا: «هذه الجهود لن ينساها أبناء الأمة العربية والإسلامية بشكل عام وأبناء فلسطين بشكل خاص، كونها ستسهم في حقن الدماء ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني».

ومن ناحيته، قال الدكتور خالد وليد محمود المحلل السياسي الأردني، إن جهود دولة قطر لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على مدار الشهور الماضية كانت نموذجا بارزا للدبلوماسية الفاعلة، القائمة على الحوار والتواصل المباشر مع الأطراف المعنية.

وأضاف: «صحيح أن هذه الوساطة لم تكن بمنأى عن التحديات، حيث تعرضت أحيانا لمحاولات إساءة واتهامات باطلة، لكن دولة قطر استمرت في جهودها بنزاهة وحيادية مع الحفاظ على حسن النية من طرفي التفاوض وثقتهما بالوسيط القطري».