+ A
A -
جريدة الوطن

اختتمت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الندوة الثقافية التي نظمتها على مدى ثلاثة أيام حول قضايا «التأصيل المعرفي» في الفترة من 12 - 14 يناير الجاري، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.

استهدفت الندوة طلاب المرحلة الثانوية «ذكور» ؛ لتكوين حصانة معرفيَّة لديهم حول الثوابت والمتغيِّرات في الشريعة الإسلامية، ولكي يتعرف الطالب على مفهوم الثابت والمتغير، وأنواع كلٍّ منهما، ويثمِّن أهمية العلم بالثوابت والمتغيرات في حفظ هويّته ودينه، ويطبِّق معايير الحكم على المسائل بين الثوابت والمتغيّرات، ويكون قادراً على مناقشة أبرز مصادر الشبهات المتعلقة بالثوابت والمتغيرات، ويجيب عن الشُبه المتعلِّقة بها.

شارك في الندوة «218» طالباً، من «7» مدارس ثانوية، و«14» مشرفاً.. وقد تمَّ تقسيم المدارس إلى ثلاث مجموعات، حيث ضمت الأولى مدرسة مصعب بن عمير الثانوية، ومدرسة قطر للعلوم المصرفية، ومدرسة خليفة الثانوية، بعدد «60» طالباً، وتم عقد الندوة في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب يوم الأحد 12 يناير.

وضمت المجموعة الثانية مدرسة عبد الله المسند، ومدرسة سميسمة الثانوية للبنين، بعدد «103» طلاب، وعقدت الندوة في جامع ناصر المسند؛ بمدينة الخور يوم الاثنين 13 يناير.

بينما ضمَّت المجموعة الثالثة مدرسة الوكرة الثانوية، ومدرسة عمرو بن العاص الثانوية، بعدد «55» طالباً، وعقدت الندوة في جامع قنبر الأنصاري؛ بمدينة الوكرة يوم الثلاثاء 14 يناير.

وقال الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني، مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية: إن الندوة تأتي في إطار اهتمامات الإدارة بشريحة الشباب، التي تشكل الأمل والمستقبل الواعد، وحرصا منها على رعايتها، والنظر في مشكلاتها واحتياجاتها والتحديات التي تواجهها، وإعداد البرامج التي تسهم في تحصينها ثقافياً، وتوعيتها حضارياً، وحفظ هويتها مما يتهددها، وتأكيد انتمائها للأمة المسلمة. وأضاف: أن الإدارة تسعى من خلال هذه الندوة لبناء الوعي المعرفي لدى الناشئة، وغرس قيم المجتمع المسلم، والارتقاء بالشباب إلى آفاق السمو الأخلاقي، وتمثل معاني الأخوة والإيثار والتراحم والإحسان والتعاون والتعلم، وتعتبر هذه الندوة إضافة نوعية لسلسلة من المشروعات الثقافية المتنوعة والمتعددة التي طرحتها الإدارة في مسيرتها الممتدة، وفي مقدمتها سلسلة «ندوة الأمة». وذكر بأن السلسلة، تقديراً منها لأهمية الشباب لبناء الحاضر وصناعة المستقبل، اختارت لموسمها الأول موضوع «الحواضن الثقافية»، باعتبارها ذلك الوعاء المعرفي والثقافي الذي يرتقي بمعارف الفرد والمجتمع المسلم، والوسيلة التي تنمي محصّلته الثقافية، وتعمل على صقلها؛ وتسهم في تربية النشء، وتثقيف المجتمع، مؤكداً أن اختيار أربعة حواضن للموسم «المكتبات، والمساجد، والمدارس، والمجالس» إنما يأتي تأكيداً لأهميتها الخاصة وانطلاقًا من كونها تمثل بمجموعها الأداة التي تصنع الفكر، وتنمّي العلم، وتزيد الوعي. طرحت الندوة موضوعها في ستة محاور رئيسية، واضطلع بمهمة إعدادها الدكتور محمد سعيد الهاجري.. ودار المحور الأول حول «مفهوم الثابت والمتغير»، والتعريف به في اللغة والشريعة الإسلامية، وبيان أنواع الثوابت وتصنيفها، مثل: الكليَّات الخمس «حفظِ الدينِ، والنفسِ، والعقلِ، والعِرْضِ، والمالِ»، ومسائل الإيمان والاعتقاد «ما يتعلق بالله سبحانه من توحيده، وإثبات أسمائه وصفاته وأفعاله...»، وأصول العبادات والمعاملات «مثل: الصلوات الخمس والزكاة، والبيع والشراء...»، وأصولِ الأخلاقِ وأمهات الفضائل «مثل: بر الوالدينِ والإحسانِ إليهما... إلخ».

كما عرض المحور لمفهوم المتغير في اللغة والشريعة الإسلامية، والتعريف به، واعتباره الحكم الاجتهادي الذي يرتبط بعرفٍ، أو مصلحةٍ معينةٍ تتغير بتغير الزمان أو المكان.

وتناول المحور الثاني: «أهمية العلم بالثوابت والمتغيرات» وتأكيد أن العلم بها في الإسلام له فوائد عظيمة تنعكس على فهم الشريعة وتطبيقها في حياة المسلمين، خاصة مسلمي اليوم، ويشير إلى أن من أبرز فوائد العلم بالثوابت والمتغيرات: حفظ هوية الإسلام وهوية المسلم.

وتناول المحور الثالث: «معايير الثابت والمتغيِر في أحكام الشريعة الإسلامية»، انطلاقاً من أن المعايير هي تلك الأمور التي تحدِد كون الحكم الشرعي لا يتغير مع الزمان أو المكان والتي تتأكد أهميتها بالنظر إلى أنها تساعد على فهم الفرق بين ما يجب الالتزام به بشكل دائم وما يمكن الاجتهاد فيه. ومن أهم معايير الثوابت في الأحكام الشرعية، التي يطرحها المحور: النص القطعي من القرآن أو السنة، وارتباط الحكم بالمقاصد الكلية للشريعة، والأحكام التي تنظم العبادات والعقائد... إلخ.

أما على مستوى معايير المتغير في أحكام الشريعة الإسلامية، فأكد المحور ابتداءً أن هذه المعايير تعكس مرونة الإسلام وقدرته على التكيف مع تطور الزمان والمكان، بما يحقق مصالح الناس ويدفع الضرر عنهم.

ومن أبرز هذه المعايير: الاعتماد على المصلحة المرسلة، وتغير الأعراف والعادات، وتغير الظروف الزمانية والمكانية... إلخ.

وتناول المحور الرابع: «اتجاهات الناس في الثوابت والمتغيرات»، مؤكداً أن هذه الاتجاهات تقع بين إفراطٍ وغلوٍ في توسيع دائرة الثابت، وبين تفريطٍ وجفاءٍ عن الثابت في تقليصِه إلى درجة الإلغاءِ والإلحاد.

copy short url   نسخ
17/01/2025
0