+ A
A -
اُستشهدَ عبد الله بن حرام في غزوة أُحد، وتركَ عليه ديناً ثلاثين وسقاً من تمرٍ لرجل من اليهود اسمه أبو الشحم، وأراد جابر بن عبد الله بن حرام أن يُفيَ بدينِ أبيه، ولكنه نظر في ثمر بستانه فعلمَ يقيناً أن الثمر قليل ولا يكفي لسداد الدَّين! فجاء جابر إلى اليهوديَّ أبي الشَّحم وطلب منه أن يعطيه مدةً أطول لسداد دين أبيه، فرفضَ أبو الشحم!
فذهبَ جابرٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يطلبُ منه أن يشفع له عند أبي الشّحم ويمدد له المدة لقضاء الدين، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال لأبي الشّحم: أَنْظِرْ جابراً!
فرفضَ أبو الشحم هذه الوساطة!
فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم ودخلَ بستان جابر، وسار بين أشجار نخله، ثم نادى على جابرٍ وقال له: جُدَّ له، فأوفِ له الذي له! أي اقطَعْ له من ثمر شجرك وادفعْ له دينه!
فقام جابر إلى نخلة، وبدأ يقطع من ثمره، وكم كانت دهشته عظيمة عندما رأى البركة قد حلَّتْ في محصوله، فدفعَ لأبي الشحم ثلاثين وسقاً، وبقيَ عنده أكثر من نصف هذه الكمية!
وجاء جابرٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليبشَّره، فوجده يُصلي، فوقف ينتظره، فلما أتم صلاته، أخبره جابرٌ بالذي كان.
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْ ذلكَ ابن الخطاب!
فذهبَ جابرٌ وأخبر عمر بن الخطاب الذي كان، فقال له عمر: لقد علمتُ حين مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتحُلَّنَ البركة على النخل!
لو كان حقُّ العِباد يسقطُ في شيء لسقط في حقِّ دين الشهيد الذي يموت في سبيل الله، ولكن الله تعالى يغفر للشهيد كل شيء إلا الدَّين، فعلى أهل الميت أن يسعوا في سداد دينه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فما سقط دينُ عبد الله بن حرام وقد استشهد في غزوة أُحد تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم ومن باب أولى فلن يسقط دَين أحد غيره مهما كان صالحاً، وبغض النظر عن صاحب الدَّين، فأبو الشحم كان يهودياً!
الشفاعة الحسنة هي عمل النبلاء، وما أنبل النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين لا يجد حرجاً وهو بالمفهوم السياسي رئيس الدولة، وبالمفهوم الديني نبي هذ الأمة أن يسعى في طلب جابر، وأن يشفع له عند اليهودي!
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
فإن التشبه بالكرام فلاحُ
فلا تزهد في شفاعة حسنة، امشِ في حاجات الناس، حُلَّ مشاكل البسطاء، توسَّط للضعفاء، ولكن إياك والواسطة التي تقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، فتأخذ حقَّ إنسان وتعطيه لإنسان آخر.
ثم إذا رُفضَتْ شفاعتك فلا تعتبر الأمر شخصياً، ولا تحلف أن لا تمشي بشفاعة بعد ذلك، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم شفعَ ولم تُقبل شفاعته، ومع هذا بقيَ يسير في الشفاعة حتى آخر عمره، فلا تدع الشيطان يدخل إليك من باب عزَّة النَّفس!بقلم: أدهم شرقاوي
فذهبَ جابرٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يطلبُ منه أن يشفع له عند أبي الشّحم ويمدد له المدة لقضاء الدين، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال لأبي الشّحم: أَنْظِرْ جابراً!
فرفضَ أبو الشحم هذه الوساطة!
فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم ودخلَ بستان جابر، وسار بين أشجار نخله، ثم نادى على جابرٍ وقال له: جُدَّ له، فأوفِ له الذي له! أي اقطَعْ له من ثمر شجرك وادفعْ له دينه!
فقام جابر إلى نخلة، وبدأ يقطع من ثمره، وكم كانت دهشته عظيمة عندما رأى البركة قد حلَّتْ في محصوله، فدفعَ لأبي الشحم ثلاثين وسقاً، وبقيَ عنده أكثر من نصف هذه الكمية!
وجاء جابرٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليبشَّره، فوجده يُصلي، فوقف ينتظره، فلما أتم صلاته، أخبره جابرٌ بالذي كان.
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْ ذلكَ ابن الخطاب!
فذهبَ جابرٌ وأخبر عمر بن الخطاب الذي كان، فقال له عمر: لقد علمتُ حين مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتحُلَّنَ البركة على النخل!
لو كان حقُّ العِباد يسقطُ في شيء لسقط في حقِّ دين الشهيد الذي يموت في سبيل الله، ولكن الله تعالى يغفر للشهيد كل شيء إلا الدَّين، فعلى أهل الميت أن يسعوا في سداد دينه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فما سقط دينُ عبد الله بن حرام وقد استشهد في غزوة أُحد تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم ومن باب أولى فلن يسقط دَين أحد غيره مهما كان صالحاً، وبغض النظر عن صاحب الدَّين، فأبو الشحم كان يهودياً!
الشفاعة الحسنة هي عمل النبلاء، وما أنبل النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين لا يجد حرجاً وهو بالمفهوم السياسي رئيس الدولة، وبالمفهوم الديني نبي هذ الأمة أن يسعى في طلب جابر، وأن يشفع له عند اليهودي!
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
فإن التشبه بالكرام فلاحُ
فلا تزهد في شفاعة حسنة، امشِ في حاجات الناس، حُلَّ مشاكل البسطاء، توسَّط للضعفاء، ولكن إياك والواسطة التي تقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، فتأخذ حقَّ إنسان وتعطيه لإنسان آخر.
ثم إذا رُفضَتْ شفاعتك فلا تعتبر الأمر شخصياً، ولا تحلف أن لا تمشي بشفاعة بعد ذلك، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم شفعَ ولم تُقبل شفاعته، ومع هذا بقيَ يسير في الشفاعة حتى آخر عمره، فلا تدع الشيطان يدخل إليك من باب عزَّة النَّفس!بقلم: أدهم شرقاوي