نظّمت جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطرأول ملتقى للقصص المرسومة (كوميكس) بمشاركة عدد من المحترفين والمتخصصين.
جاءت مهن المشاركين وتنوع خلفياتهم لتذكّرنا بالجاذبية الدائمة والعالمية للقصص المرسومة (كوميكس) - حتى في عالم رقمي تهيمن عليه الرسوم المتحركة المعقدة والمؤثرات الخاصة والصور المولدة بواسطة الكمبيوتر.
كان الملتقى والذي استمر ثلاثة أيام من تنظيم «مختبر القصص المرسومة (كوميكس)»، وهو مختبر أبحاث تابع لمعهد البحوث الإبداعية في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، تحت إشراف مايكل ويرتز، رئيس قسم الأبحاث وتكنولوجيا المكتبات، وليلاند هيل، الأستاذ المساعد في تصميم الغرافيك في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر.
قاد ورشة العمل كل من الدكتور سيندوجا سايثياسيلا الأستاذ المساعد في الكتابة الإبداعية، والدكتور جيف بوفير، من قسم اللغة الإنجليزية في جامعة فرجينيا كومنولث في ريتشموند فرجينيا.
وعن فكرة هذا المختبر، تحدث مايكل ويرتز قائلا: «جزء من مهمة مختبر القصص المرسومة - كوميكس هو تسهيل إنتاج هذا الفن القصصي الكوميدي والمتسلسل والذي يتضمن ويعكس أصوات وروايات قطر والشعب الذي يعيش هنا. وبشكل عام، عندما يتم تصوير قصص هذه المنطقة في القصص المرسومة، فإنها إما أن تكون نمطية بناءً على كيفية رؤية الثقافات الغربية للأشخاص الذين يعيشون هنا، أو أنها تستعرض التوجهات الاستشراقية التي لا تعكس أصوات الأشخاص الذين يعيشون هنا. وأضاف: «نحن لا نريد فقط جمع القصص المرسومه الأصيلة التي يتم إنتاجها في المنطقة، أو من قبل أشخاص من المنطقة، بل نريد أيضًا تشجيع المجتمع الإبداعي على إنشاء مجموعاتهم الخاصة».
ويتابع مايكل قائلا: «اخترنا لهذا الملتقى موضوع «أطفال الثقافة الثالثة» نظراً لشيوع هذه التجربة في قطر. لدى معظم الأشخاص الذين يعيشون في قطر بعض التجارب عن العيش أو العمل في ثقافة مختلفة عن ثقافة وطنهم أو عائلاتهم». إن الطريقة التي يتعامل بها الناس مع هذه التجربة يمكن أن تولد روايات أصيلة يمكن مشاركتها من خلال الفن القصصي الكوميدي والمتسلسل..وأشار مايكل إلى أن نجاح النسخة الأولى من الملتقى يثبت أن العديد من الأشخاص يعتقدون أن القصص المرسومة قد تكون وسيلة قابلة للتطبيق لنقل تلك القصص. وقال: «القصص المرسومة ليست مجرد قصص عن الأبطال الخارقين الذين يرتدون الأقنعة. يمكن أن تكون وسيلة قوية لتصوير الشخصيات والقصص المعقدة».. وأضاف أيضًا إلى أنه من خلال التنسيق، يمكن للقصص المرسومة أن تخلق رابطًا أقوى بين القصة والشخصيات والقراء.
وقال: «في قراءة القصص المرسومة، وعلى عكس بعض أنواع الوسائط حيث يتم تقديم القصص للقارئ، لا يزال يتعين على القارئ المشاركة في توليد القصص. على سبيل المثال، فإن بنية اللوحة - الإطارات التي تحتوي على الصور - في القصص المرسومة تشبه تلك الموجودة في الأفلام. ومع ذلك، وعلى عكس الأفلام، فإن القارئ هو الذي يتحكم في سرعة استيعاب الرواية».
وقال أحد المشاركين، جيلسون دي سوزا، مدرب كرة القدم في أكاديمية أسباير، إنه كان دائمًا يستمتع بقراءة هذه القصص المرسومة وقصص الخيال سواء في طفولته أو كبالغ.
قال: «في مرحلة معينة من حياتي، بدأت في لعب «دانجونز آند ديونز» وألعاب لعب الأدوار الأخرى التي تنطوي على إنشاء عوالم وشخصيات وقصص. وقد أثار هذا حبي للكتابة الإبداعية، فبدأت في الكتابة».
وأضاف: «منذ طفولتي، كان لدي جانبان: جانب «مهووس» يحب القصص، وجانب رياضي، متأثر بوالدي الذي دفعني أكثر نحو الرياضة. وقد قادني هذا إلى مهنتي الحالية كمدرب كرة قدم. ومع ذلك، لم أعتبر جانبي الإبداعي شيءًا يمكن أن يتطور إلى مهنة أو حتى هواية. ومن ثم فإن رحلة إعادة اكتشاف هذا الجزء من نفسي من خلال ملتقى القصص المرسومة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لي كشخص».