غزة- الأناضول- بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، التقط الفلسطينيون أخيرا أنفاسهم، في ظل فرحة مكتومة وترقب محفوف بالقلق، بدون الغبار الناجم عن انفجارات القصف الإسرائيلي الذي لازمهم طيلة 15 شهرا من حرب إبادة جماعية ارتكبتها تل أبيب.
وعلى غير العادة، اختفى ضجيج الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لم تفارق سماء القطاع طيلة الأشهر الـ15 فيما تواصل طائرات الاستطلاع تحليقها فوق مناطق مختلفة.
حالة من السعادة باغتت قلوب الغزيين المكلومين بعد الإعلان عن سريان الاتفاق عقب تأخره لنحو 3 ساعات ما خلق مخاوف كبيرة لديهم من تعرضه للفشل.
فوجئ الفلسطينيون ممن عادوا إلى ما تبقى من منازلهم ومناطق سكنهم في محافظات شمال أو جنوب القطاع بحجم الدمار الهائل الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.
أحياء سكنية كاملة لم يبق منها الجيش الإسرائيلي أي معالم للحياة الإنسانية فتحولت إلى مناطق قاحلة تخلو من كل شيء إلا الركام.
وبدأ فلسطينيون بانتشال جثامين ذويهم من تحت أنقاض المنازل المدمرة ومن الشوارع والطرقات، فيما شرع آخرون بالبحث عن قبور أفراد من عائلاتهم كانوا قد دفنوا في مقابر عشوائية وبالشوارع خلال حرب الإبادة.
ورصدت عدسة الأناضول أحد المواطنين الذين فُجعوا بمشاهد الجثث المتحللة والملقاة بالشوارع، حيث أمسك إحداها وقال بصوت غاضب: «اطّلعوا (انظروا) كيف الجثث بالشوارع».
وعاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مناطق سكنهم ومنازلهم فيما يسمح الاتفاق بالانتقال من جنوب القطاع إلى شماله في اليوم السابع من تاريخ سريانه.
وفي محاولة لاستعادة الحياة في غزة، بدأت طواقم البلديات بفتح الشوارع وإزالة الركام المتناثر في الطرقات.
كما انتشرت عناصر الأمن التابعة لوزارة الداخلية في الشوارع لضمان وضبط الحالة الأمنية في القطاع. إلى جانب ذلك، دخلت شاحنات مساعدات إلى جنوب القطاع من معبر كرم أبو سالم، وللشمال من معبري إيرز وزيكيم.
ويبحث الفلسطينيون بين ركام منازلهم عن أي مقتنيات يمكن استصلاحها وإعادة استخدامها في الأيام القادمة.