أرجوك دقق في التشكيل. فحالة اليوم عن عُملة وليس عَملة. لكنها الصراحة عَملة، وعَملة كبيرة كمان. فقبيل حفل تنصيبه، أطلق ترمب عُملة مشفرة تحمل اسمه: «دولار ترمب» وبسرعة الصاروخ اشترى المضاربون 200 مليون وحدة منها، ليدخل جيبه ست مليارات دولار في بضع ساعات. وخلال السنوات الثلاث القادمة ستطرح شركتان تابعتان لمنظمة ترمب 800 مليون وحدة أخرى ينتظر أن تحقق ربحاً مقداره 24 مليار دولار.
وبعد أن كان يشكك في فترته الرئاسية السابقة في العملات المشفرة، أصبح يدعمها ويستحبها إلى درجة قبوله لتبرعات انتخابية دفعت بواسطة تلك العملات، ثم تعمد إطلاق واحدة منها قبيل تنصيبه بساعات. ولا غرابة في ذلك. فبحسب رجل الأعمال، درس ترمب الأمر فمال إليه بعد أن كان يميل عنه، كما كلف رجل الأعمال «ديفيد ساكس» ليكون أول «قيصر» في البيت الأبيض لشؤون الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.
ترمب كتاب مفتوح. نرجسي متيم بذاته. يعتبر اسمه علامة تجارية مربحة. وها هو يستفيد من ذلك قبيل تنصيبه. فبمجرد الإعلان عن «دولار ترمب» ارتفع سعر الوحدة الواحدة من العملات المشفرة لأكثر من 104 آلاف دولار. لكن المسألة تتخطى إطلاق عُملة هدفها التربُّح بالمضاربة، إلى توكيد أسلوبه في التعاطي مع الأمور. ولن يكون غريباً أن يضارب على الأزمات الدولية مثلما يضارب على العُملات المشفرة.