+ A
A -
جريدة الوطن

بعد أكثر من 16 شهرا قضتها داخل السجون الإسرائيلية، أُفرج عن روز خويص (17 عاما) وهي أصغر أسيرة فلسطينية عنها ضمن الدفعة الأولى من أولى مراحل صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، لتصف السجن في إسرائيل بـ«القبر المُضاء».

خويص التي اعتقلت في مايو/‏ أيار 2024 من البلدة القديمة بالقدس الشرقية وحكمت بالسجن لمدة 10 سنوات، لم تكن تعرف شيئا عن السجون الإسرائيلية قبل أن تخوض هذه التجربة القاسية بنفسها.

وبعد وصولها منزلها بالقدس، قالت خويص للأناضول: «دخلت إلى السجن مصدومة، ولم أعرف ما هو السجن أصلا».

الفتاة خويص التي تم اعتقالها وهي لم تتجاوز 16 عاما تقول إنها لم تكن تعرف شيئا عن التحقيق مع الأسرى والأساليب الإسرائيلية القاسية المتبعة في ذلك.

وتضيف: «لا أعرف حتى شكل زنزانة السجن، كل ما كنت أعرفه عن السجون هو ما كنا نسمعه من الأسرى.. وأن السجن عبارة عن غرفة صغيرة فيها مرتبة ولكنني لم أتوقع إنه سيء إلى هذا الحد».

وفي توصيفها للسجن قالت خويص: «السجن يعني سواد، أنت لا تشاهد أحدا هو فقط قبر مضوي (مضاء)».

وجه من المعاناة

وتستذكر خويص أوجها من معاناتها داخل السجون الإسرائيلية، قائلة: «تعرضنا للقمع بما في ذلك استخدام السلاح، ويقومون بتخويفنا وتهديدنا».

إلى جانب تلك الأساليب القاسية، فقد عانت أيضا خويص من انتهاك خصوصيتها بـ«التفتيش العاري والتحرش والتهديد بالتحرش ضد البنات».

وقالت عن ذلك: «لقد كان هناك تحرش بالفعل، على سبيل المثال يتم نقل فتاة إلى العزل فتعود وقد تم إزالة الحجاب عنها».

وبسبب الظروف الصعبة التي مرت بها خلف القضبان الإسرائيلية، قالت خويص: «السجن غيّّر لدي الكثير من الأشياء».

تجربة مرض قاسية

الظروف القاسية التي مرت بها خويص إلى جانب أساليب التحقيق الصعبة، تسببت بإصابتها بأمراض لتعيش تجربة جديدة أكبر من عمرها داخل السجون الإسرائيلية.

وتقول عن ذلك: «السجن غير فيّ الكثير، فبعد 37 يوما من التحقيق في المسكوبية (مركز أمني إسرائيلي بالقدس الغربية)، لم أتمكن من التحمل، كنت في طريقي إلى المحكمة وبسبب ضغطهم الكبير علي، فجأة وجدت نفسي في المستشفى».

وتابعت: «مرضت وأصابتني أعراض جلطة ومياه على القلب وخلل بضغط الدم ومكثت في المستشفى وحينما أردت الحركة وجدت الأصفاد في يدي وأدركت أنني في سجن».

خويص التي كانت تصارع المرض وهي مقيدة كانت تتخوف على عائلتها في حال وصل إليهم نبأ مرضها، وفق قولها.

وأضافت: «كنت خائفة من أن يبلغوا أهلي بمرضي ومع ذلك قلت لهم: أبلغوا أهلي».

لكن الرد الإسرائيلي جاء صادما حيث أبلغوها بأن هذا الإجراء «ممنوع كما أنها ممنوعة من لقاء المحامي».

حلم رؤية السماء

أكثر ما كانت تتمناه الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية هو «رؤية السماء»، وفق قول خويص.

وتضيف عن ذلك: «الأسيرات يردن الحرية، كنا نرى السماء من خلال مربعات صغيرة (سقف من أسلاك حديدية متشابكة على شكل مربعات) وكنا نقول يا رب أن نرى السماء بدون هذه المربعات».

وعن اللحظة الأولى بعد خروجها من السجن الأحد، قالت خويص: «شاهدنا جبال الكرمل (حيفا) والسماء وأمور كثيرة».

copy short url   نسخ
21/01/2025
0