وهي تبكي، أعربت الأسيرة الفلسطينية المحررة حنان معلواني (24 عاما) عن حزنها للإفراج عنها مع أخريات من سجون إسرائيل بينما تركن خلفهن أسيرات لا زلن خلف القضبان.
وفي مقابلة مع الأناضول عقب الإفراج عنها، بدت حنان مندهشة للغاية من الجموع التي استقبلت الأسيرات المحررات في بلدة بيتونيا غربي رام الله.
وقالت: «الشعور لا تقدر على وصفه، شعور الحرية جميل للغاية».
وأضافت: «كنت لا أرى في السجن سوى الزنزانة، اليوم أنا مستغربة جدا من هذه الجموع التي تستقبلنا، شعوري لا يوصف».
محاولة إذلال
وبينما تبكي خلال لقاء عائلتها، أضافت: «كان اليوم صعبا للغاية، تم تعقيد كل شيء (من قبل السلطات الإسرائيلية)».
وأوضحت أنه «حتى اللحظة الأخيرة لم نُبلغ بالإفراج، أُحضر طعام الفطور ومن ثم الغداء وأُخبرنا (أنه) لا يوجد أي إفراجات، وعصرا تم نقلنا من سجن الدامون (شمال إسرائيل) إلى عوفر (غرب رام الله)، تركنا خلفنا أسيرات».
وقبل الإفراج عن الـ69 أسيرة، كانت توجد 84 أسيرة في سجن الدامون، بينهن 4 من غزة، وفق منظمات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى.
حنان أكدت أن «السجن كان عبارة عن مصاعب ومحاولة إذلال ولا يمكن وصف ما عشناه، أنا متعبة للغاية، ولكن قد الحمل وتحملناه».
فيما قالت الأسيرة المحررة ياسمين أبو سرور (27 عاما)، للأناضول، إن الاحتلال الإسرائيلي تلاعب بأعصابهن حتى الساعات الأخيرة.
وأضافت: «منذ أسبوع انقطعت عنا الأخبار، ولا نعلم ما يجري في الخارج، حتى صباح اليوم (أمس الأول الأحد) لم نكن متأكدين من أن هذا هو يوم الحرية».
وخرجت أمل شجاعية (22 عاما) وهي طالبة جامعية، من داخل السجون محمّلة بذكريات قاسية عن معاناة الاعتقال في ظل حالة التنكيل التي تتعرض لها الأسيرات من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.
وفي شهادتها، تقول شجاعية من بلدة دير جرير شرق رام الله وسط الضفة الغربية: «يوميا نتعرض للقمع والتنكيل وسحب الأغراض والممتلكات».
وأوضحت في حديث مع الأناضول، أن «الأسيرات يعشن أوضاعا إنسانية صعبة للغاية حيث البرد القارس ينهش أجسادهن، وذلك وسط نقص الغذاء والدواء».. وأضافت: «لا يوجد في السجن أي خصوصية للفتاة، من بداية الاعتقال يكون هناك تفتيش عارٍ، واقتحامات يومية للقسم وتفتيش عارٍ أيضا».
وتابعت: «الموضوع ليس صعبا فحسب بل هو انتهاك لخصوصية الأسيرات ويسبب لهن الأذى».
وأشارت إلى أنهن تعرضن لمعاملة سيئة من إدارة مصلحة السجون على مدار اليوم (الأحد)، تعرضن خلاله «للسحل وبعض الأسيرات تم مصادرة الأغراض الشخصية، وتنزيل الرؤوس وتفتيش بشكل صعب»، وفق قولها.
ورغم تلك المعاناة، إلا أن شجاعية تعيش فرحة عودتها لأحضان عائلتها، قائلة: «أنا اليوم بين أهلي وأحبتي وسعادة لا توصف ربنا يرحم شهداءنا».
وفي ختام حديثها وجهت شجاعية رسالة لأهل قطاع غزة قائلة: «كل كلمات الشكر والامتنان لا تكفي في التعبير عن تضحياتهم».
وعبّرت الأسيرة المحررة هديل شطارة عن مشاعر مختلطة بين الفرح بالحرية والألم إزاء الثمن الباهظ الذي دفعه أهالي قطاع غزة لأجل ذلك من دمائهم ومنازلهم.
وقالت شطارة (33 عاما)، وهي أكاديمية في جامعة بيرزيت القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، للأناضول: «ثمن الحرية كان غاليا جدا، سدد بدماء أهل غزة وبدمار منازلهم».
واعتقلت شطارة من بلدة «المزرعة الشرقية» شرق رام الله، في 1 يوليو/ تموز الماضي فيما صدر بحقها قرار بالاعتقال الإداري (دون تهمة).
وأضافت: «اليوم الفرحة منقوصة أولا وضع أهلنا في غزة، ولكن نحن على ثقة أن غزة قادرة على أن تنهض، وستعود أقوى من قبل ويرجع لها أهلها ويتم إعادة بناء ما دمره الاحتلال».
واستكملت: «غزة ستعمر بأهلها وناسها ونحن على ثقة بأن غزة ولاّدة وراح ترجع قوية وترفع رأسها».
وعن الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية، تقول شطارة إنها «صعبة وسيئة للغاية حيث سُحِب كل شيء من الغرف، خرجنا لا نمتلك سوى ملابسنا».
وكشفت الأسيرة الفلسطينية المحررة رغد عمرو (23 عاما) للأناضول عن تنكيل وضرب وإهانات، بينها جر الأسيرات من شعورهن، في الساعات الأخيرة قبيل الإفراج عنهن من سجون إسرائيل ليلة الأحد/ الاثنين.
وقضت رغد 5 شهور في السجون الإسرائيلية، بعدما اعتُقلت من بلدتها دورا جنوبي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وكان اعتقالها إداريا، أي دون توجيه تهمة.
تفتيش وضرب وإهانات
رغد قالت: «دخل مدير السجن وقال لا يوجد أي إفراجات خلال الـ14 يوما».
وأضافت: «وعند الظهر دخل نائبه بأسلوب همجي وتعامل سيئ، وبدأ يقول: لا تجربوني مرة أخرى، ممنوع ارتداء أي ملابس شرعية، وبدأت عمليات التفتيش والضرب والإهانات، وتحقيق لساعات».
وتابعت: «انتقلنا بعدها في باصات النقل، والتي استمرت 4 ساعات، وهي عبارة عن قفص حديدي، وهو أسوأ من السجن (الدامون)».
و«تم تشغيل المكيفات الباردة علينا، (ثم) وصلنا سجن عوفر، وفتحت أبواب الباصات ووجدنا سجانات يمسكن الأسيرات من شعورهن، وسط صراخ ومُنعنا من رفع الرأس»، أضافت رغد.
وأفادت بأن «القوات الإسرائيلية زجت بالأسيرات في ساحة من الحجارة والحصى، تُركنا فيها لساعات».