جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أيُّ الصَّدقة أعظم؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تُمهِلْ حتى إذا بلغتِ الحلقوم قُلتَ لفلانٍ كذا، ولفلانٍ كذا، وقد كان لفلان!
دخلَ جماعة من أصحاب الحسن البصري عليه وقالوا: يا أبا سعيد ألا تعرف ما كان من محمد بن الأهتم؟
فقال: ما به؟
فقالوا: دخلنا عليه وهو يجود بنفسه ساعة الموت فقال: اُنظروا إلى هذا الصندوق فيه ثمانون ألف دينار لم أُؤدِّ منها زكاةً، ولم أصِلْ رحماً، ولم يأكل منها محتاج!
فقلنا: يا أبا عبد الله فلمن كنتَ تجمعها؟
فقال: لروعة الزمان، ومكاثرة الإخوان، وجفوة السلطان!
فقال الحسن البصري: اُنظروا من أين أتاه شيطانه، فخوَّفه روعة زمانه، ومكاثرة إخوانه، وجفوة سلطانه! فيا أيها الوارث لا تُخدعنَّ كما خُدع صاحبك بالأمس، جاءك هذا المال لم تتعبْ لكَ فيه يمين، ولم يعرق لكَ فيه جبين، جاءكَ ممن كان له جموعاً مَنوعاً، من باطلٍ جمعه ومن حقٍّ منعه!
إن من أكثر الأبواب التي يدخل فيها الشيطان هو باب التخويف من الفقر، يقول له: أمسِكْ مالكَ، ربما أنتَ لا تحتاجه اليوم، ولكنك قد تحتاجه غداً، فما لكَ وللصدقة، من يعطيكَ غداً إذا احتجتَ، ومن يدفعُ عنك في المستشفى إذا مرضتَ، الأيام تمضي مسرعة، غداً يكبر الأولاد فمن أين تدفع أقساط الجامعات، ولربما طُردتَ من عملكَ فاجعلْ لكَ مالاً يواسيك في أيامك السوداء!
وإن شئت فاقرأ قول الله تعالى: «الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ واللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».
أن يدَّخِرَ الإنسان شيئاً من ماله للغد لا شيء فيه طبعاً، على العكس تماماً هذا فعل الفطناء الأذكياء الذي يعرفون أن الزمن دوَّار، وأن الأيام تتبدل، ولكن الادخار شيء، وأن يعيش الإنسان جامعاً للمال كأنه حصَّالة نقود شيء آخر!
أن يبقي من راتبه جزءاً مدخراً شيء، وأن يعتقد أن كل مالٍ يتصدق به هو مال قد خسره!
أيضاً أن يُفكر الإنسان بأولاده من بعده، ويسعى لتأمين مستقبلهم لا شيء فيه، على العكس تماماً هذا عين العقل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: إنك أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس!
ولكن بشرط ألا تنسى نفسك، أن تنسى أن هناك صحيفة لكَ عليكَ أن تملأها بالصدقة، وقبراً عليكَ أن تنيره بمد يد العون للناس! وثِقْ تماماً أن الله أعدل وأرحم من أن تمدَّ يدكَ بالصدقة للناس ثم يجعلك تمدها مرةً أخرى لتطلب الصدقة!
مَنْ كفَّ يد فقير عن السؤال أغنى الله يده عن السؤال، ومن سدَّ حاجة مسكين عصمه الله أن يكون يوماً مسكيناً، بهذا اليقين تعامل مع الأشياء، لا تحسبْ كل شيءٍ بالورقة والقلم، وقد أقسم سيدنا أنه ما نقص مالٌ من صدقة!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تُمهِلْ حتى إذا بلغتِ الحلقوم قُلتَ لفلانٍ كذا، ولفلانٍ كذا، وقد كان لفلان!
دخلَ جماعة من أصحاب الحسن البصري عليه وقالوا: يا أبا سعيد ألا تعرف ما كان من محمد بن الأهتم؟
فقال: ما به؟
فقالوا: دخلنا عليه وهو يجود بنفسه ساعة الموت فقال: اُنظروا إلى هذا الصندوق فيه ثمانون ألف دينار لم أُؤدِّ منها زكاةً، ولم أصِلْ رحماً، ولم يأكل منها محتاج!
فقلنا: يا أبا عبد الله فلمن كنتَ تجمعها؟
فقال: لروعة الزمان، ومكاثرة الإخوان، وجفوة السلطان!
فقال الحسن البصري: اُنظروا من أين أتاه شيطانه، فخوَّفه روعة زمانه، ومكاثرة إخوانه، وجفوة سلطانه! فيا أيها الوارث لا تُخدعنَّ كما خُدع صاحبك بالأمس، جاءك هذا المال لم تتعبْ لكَ فيه يمين، ولم يعرق لكَ فيه جبين، جاءكَ ممن كان له جموعاً مَنوعاً، من باطلٍ جمعه ومن حقٍّ منعه!
إن من أكثر الأبواب التي يدخل فيها الشيطان هو باب التخويف من الفقر، يقول له: أمسِكْ مالكَ، ربما أنتَ لا تحتاجه اليوم، ولكنك قد تحتاجه غداً، فما لكَ وللصدقة، من يعطيكَ غداً إذا احتجتَ، ومن يدفعُ عنك في المستشفى إذا مرضتَ، الأيام تمضي مسرعة، غداً يكبر الأولاد فمن أين تدفع أقساط الجامعات، ولربما طُردتَ من عملكَ فاجعلْ لكَ مالاً يواسيك في أيامك السوداء!
وإن شئت فاقرأ قول الله تعالى: «الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ واللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».
أن يدَّخِرَ الإنسان شيئاً من ماله للغد لا شيء فيه طبعاً، على العكس تماماً هذا فعل الفطناء الأذكياء الذي يعرفون أن الزمن دوَّار، وأن الأيام تتبدل، ولكن الادخار شيء، وأن يعيش الإنسان جامعاً للمال كأنه حصَّالة نقود شيء آخر!
أن يبقي من راتبه جزءاً مدخراً شيء، وأن يعتقد أن كل مالٍ يتصدق به هو مال قد خسره!
أيضاً أن يُفكر الإنسان بأولاده من بعده، ويسعى لتأمين مستقبلهم لا شيء فيه، على العكس تماماً هذا عين العقل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: إنك أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس!
ولكن بشرط ألا تنسى نفسك، أن تنسى أن هناك صحيفة لكَ عليكَ أن تملأها بالصدقة، وقبراً عليكَ أن تنيره بمد يد العون للناس! وثِقْ تماماً أن الله أعدل وأرحم من أن تمدَّ يدكَ بالصدقة للناس ثم يجعلك تمدها مرةً أخرى لتطلب الصدقة!
مَنْ كفَّ يد فقير عن السؤال أغنى الله يده عن السؤال، ومن سدَّ حاجة مسكين عصمه الله أن يكون يوماً مسكيناً، بهذا اليقين تعامل مع الأشياء، لا تحسبْ كل شيءٍ بالورقة والقلم، وقد أقسم سيدنا أنه ما نقص مالٌ من صدقة!بقلم: أدهم شرقاوي