تعد مدارس السَّلَم، التي أطلقتها مؤسسة التعليم فوق الجميع ضمن مشروع «سويًا»، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وبدعم من الجهات المانحة المحلية، مبادرة رائدة تهدف إلى تغيير حياة الأطفال والشباب في قطر من خلال توفير التعليم المجاني. فمنذ تأسيسها، تمكنت هذه المدارس المجانية من دعم أكثر من 18,000 طالب وطالبة من جنسيات عربية وغير عربية مقيمة في قطر، حيث وفرت لهم فرصًا عادلة للحصول على تعليم عالي الجودة، مما أثر إيجابياً في حياتهم، حيث تعمل مدارس السَّلَم.

شهدت مدارس السَّلَم نموًا في أعداد الطلاب المسجلين بنسبة تزيد على 60 %، مع معدل حضور ملحوظ بلغ نسبة 89 %، وتقدم هذه المدارس خيارات تعليمية مرنة تشمل التعليم للكبار، والتعليم النظامي، والتعليم المنزلي، لتلبية احتياجات الطلاب المتنوعة على فترتين عمل صباحية ومسائية.

تُمثل مدارس السَّلَم فرصة جديدة للحياة للأطفال مثل محمد، البالغ من العمر 15 عامًا، والذي وصل إلى قطر قادمًا من سوريا في عام 2022، حيث تغلب محمد على تحديات كبيرة، بما في ذلك التعافي من عملية جراحية في القلب والتكيف مع بيئة جديدة، فعندما انضم إلى الصف السابع في مدرسة السَّلَم الخامسة، إلى جانب شقيقيه في الصفين الخامس والأول، أعاد اكتشاف شغفه بالتعلم، وأعرب محمد عن امتنانه قائلاً: «عودتي إلى المدرسة أعادت اهتمامي بموادي المفضلة - اللغة الإنجليزية والعلوم»، وقد وصف معلمه، السيد إلياس، بأنه «طالب موهوب ينظر إلى التحديات بتفاؤل ويسعى لاستعادة المعرفة التي فاتته».

كما أصبحت مدارس السَّلَم ملاذًا آمنًا للأطفال مثل حنين، البالغة من العمر 10 سنوات، والتي فرت من الحرب الأهلية في اليمن، وعلى الرغم من صعوبة التكيف في البداية، تفوقت حنين أكاديميًا وأصبحت الآن من أوائل الطلاب في الصف السادس في مدرسة السَّلَم الخامسة، وتحلم حنين بأن تصبح معلمة وتأمل أن تساهم يومًا ما في إعادة بناء وطنها.

وفي إطار التزامها بتوسيع الوصول إلى التعليم الجيد، ستطلق مؤسسة التعليم فوق الجميع من خلال مشروع «سويًا» مبادرتين رائدتين، حيث ستتبنى مدرسة السَّلَم الرابعة منهجين تعليميين، هما المنهج البريطاني (كامبريدج) والمنهج الوطني القطري، لطلاب الصفوف من الأول إلى السادس، كما ستبدأ مدرسة السَّلَم السادسة برنامجًا مخصصًا للأطفال ذوي الإعاقة المتوسطة إلى الشديدة، يوفر منهجًا تكيفيًا وخيارات تعلم مبتكرة تشمل الفصول الدراسية عبر الإنترنت، وزيارات المعلمين المنزلية، ورحلات مدرسية دورية، حيث تُعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في قطر، وتظهر التزام مؤسسة التعليم فوق الجميع بتوفير تعليم شامل للجميع.

ولدعم مدارس السَّلَم، تدعو مؤسسة التعليم فوق الجميع الجمهور للمشاركة في فعالية «المشي من أجل التعليم» في حديقة متحف الفن الإسلامي لدعم هذه المبادرات المؤثرة، وستتضمن الفعالية ثلاث جولات رمزية حول الحديقة في الساعة 2:00 ظهرًا، 4:00 عصرًا، و7:00 مساءً، إلى جانب مجموعة من الأنشطة الترفيهية مثل بطولات كرة القدم، ومسابقات الرسم، والقلاع النطاطة، وسحوبات الجوائز، والعروض المسرحية، وأكشاك الطعام والمشروبات، كما ستُقام حملة تبرعات خاصة بعنوان «اشترِ حجرًا وابنِ مدرسة»، حيث يمكن للمشاركين شراء حجر بناء لدعم بناء وتطوير مدارس السَّلَم، ستسهم كل مساهمة في توفير مستقبل أفضل للأطفال وضمان حصولهم على التعليم الذي يستحقونه.