اختتمت جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، النسخة الأولى من المسابقة الافتراضية «ابدأ مشروعك لخدمة المجتمع» (Start for Good)، التي نظمتها بالتعاون مع مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار والأكاديمية الأوروبية للابتكار، بهدف تشجيع الطلاب على إطلاق مشاريع تخدم المجتمع وتعزز ريادة الأعمال الاجتماعية.
تنافست الفرق المشاركة على مدى ثلاثة أسابيع، وتميزت ثلاثة منها بمشاريع مبتكرة حصدت المراكز الأولى. في الفريق الأول، قدّمت ماريا جوكافا من جامعة كارنيجي ميلون في قطر مع زميلتها وايزي جاكسون من جامعة وارسو مشروعاً لإطلاق منصة لتأجير دراجات صديقة للبيئة وبأسعار تنافسية، تستهدف دولة نيجيريا، موطن جاكسون.
قدّم الفريق الثاني الذي يضم جيلان علي من جامعة قطر، وأميليا بالان من جامعة توينتي، وإريكا آن دي ميلو من جامعة كويمبرا، حلاً مبتكراً يمكّن ذوي الإعاقة من استكشاف الثقافة والتراث عبر تجربة تفاعلية متعددة الحواس. أما الفريق الثالث، المؤلف من سهى موسى وعائشة جيفري من جامعة تكساس إيه آند إم في قطر، فقد ابتكر منصة رقمية تُسهل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الكوارث الطبيعية.
أكد الدكتور ماهر حكيم، أستاذ تدريس إدارة الأعمال بالجامعة وصاحب المسار المهني المرموق وأحد المنظمين الرئيسيين للمسابقة، على أهمية الجهود المتواصلة لتأسيس شركات ناشئة ناجحة. وصرح قائلاً: «نسعى لتقديم برنامج يعزز وعي المشاركين ويثري خبراتهم في تحويل الأفكار إلى مشاريع واقعية، بهدف توفير تجربة تعليمية قيّمة للطلاب. غالباً ما تركز المسابقات المخصصة للمشاريع الناشئة، مثل الهاكاثون، على الأفكار بدلاً من تحويلها إلى مشاريع حقيقية. لذلك، أردنا تقديم تجربة تعليمية تلهم الطلاب وتثري معارفهم، وتساعد في إنتاج أفكار قادرة على إحداث تغيير إيجابي في العالم».
تضمنت مسابقة «ابدأ مشروعك لخدمة المجتمع» تدريباً شاملاً للمشاركين عبر سلسلة من المحاضرات، وورش عمل، والجلسات الإرشادية. على مدى ثلاثة أسابيع أعد الطلاب خطط أعمالهم تحت إشراف مرشدين ومدرّبين متخصصين. وشمل التدريب مراحل متعددة، بدءاً من تحديد المشكلة والتحقق منها مروراً بفهم احتياجات العملاء، ووصولاً إلى تصميم وإنشاء النماذج الأولية ووضع استراتيجية الإطلاق. تناولت المسابقة مفاهيم أساسية أخرى مثل تحليل حجم السوق والمنافسة، ونماذج الإيرادات، واستراتيجيات التسعير، ومهارات العرض التي زوّدت الطلاب بأدوات شاملة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق.
تصف ماريا جوكوفا، طالبة إدارة الأعمال بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، وأحد أعضاء الفرق الفائزة، تجربتها في المسابقة بقولها: «تعلمنا أهمية فهم المشكلة، وتأثيرها على المجتمع قبل البحث عن الحلول. وكلما واجهتنا صعوبات، كنا نضع المشكلة الأساسية نصب أعيننا. كانت المسابقة رحلة مليئة بالتحديات لكنها قدمت لنا تجربة تعليمية ثرية».
حصلت الفرق الفائزة على منح دراسية للمشاركة في أحد البرامج التدريبية المكثفة التي تقدمها الأكاديمية الأوروبية للابتكار في عام 2025. ستتاح لهم خلال هذا البرنامج فرصة صقل مهاراتهم الريادية، ومواجهة التحديات العملية، والتعاون مع مبتكرين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب بناء شبكات علاقات مهنية واسعة واكتساب خبرات عملية تُؤهلهم لدخول سوق العمل، وذلك عبر التعلم العملي والإرشاد المتخصص.