+ A
A -
جريدة الوطن

في إطار حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على رفد مساجد الدولة المفتتحة حديثاً بأكفأ المؤذنين، عقدت إدارة المساجد يوم الثلاثاء الموافق 21 يناير 2025م، اختبارات تحريرية لـعدد 130 متقدماً لشغل وظيفة مؤذن، وذلك في رحاب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب.

وصرح السيد محمد عبد اللطيف آل محمود، مساعد مدير إدارة المساجد، بأن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الوزارة لرفد المساجد الجديدة بأفضل الكفاءات، وتحقيق رسالتها السامية وتعزيز دورها الإيجابي والبنّاء في المجتمع.

وأوضح أن هذه الاختبارات تُجرى بشكل دوري وفق حاجة المساجد المفتتحة حديثاً للأئمة والمؤذنين والخطباء، لافتاً إلى أن الاختبار التحريري يركّز على الفقه والعقيدة، حيث يتم اختبار المتقدمين في مادة الفقه من كتاب «منار السبيل» في باب العبادات، والعقيدة من كتاب «أعلام السنة المنشورة».

وأضاف أن المتقدمين الذين يحصلون على نسبة 78 % فأكثر في الاختبارات التحريرية، يتم تأهيلهم للمقابلات الشفهية التي تجريها لجنة مختصة تضم ستة مختصين في الفقه والعقيدة وحفظ وإتقان القرآن الكريم وأحكام التجويد، ويكون الاختبار في عدد من مواضع القرآن الكريم، حيث تهدف هذه المقابلات إلى اختبار حفظ المتقدمين للقرآن الكريم كاملاً مع التجويد بشكل متقن، إضافة إلى التحقق من إلمامهم بأحكام الفقه والعقيدة.

وأكد آل محمود أن هذه الاختبارات تأتي ضمن إطار معايير دقيقة تهدف إلى اختيار الأكفأ لشغل وظيفة المؤذن، لضمان تقديم نموذج متميز في المساجد من حيث حسن الصوت في الآذان وكذلك إمامة المصلين، وبيّن أن اللجنة تضم خبراء متقنين للقراءات العشر، وتعتمد معايير وأسئلة محددة لضمان تحقيق العدالة والشفافية.

وأشار إلى أن دور المؤذنين لا يقتصر على رفع الأذان فحسب، بل يمتد إلى إمامة المصلين ودورهم الفاعل في تعزيز الروابط الأخلاقية والإيمانية في المجتمع، من خلال تقديم نموذج القدوة الحسنة، وتعزيز الالتزام بالقيم الإسلامية عبر خطاب ديني وسطي يواكب تحديات العصر.

وفي سياق متصل، أكد آل محمود على المكانة العظيمة للأذان في الإسلام، لكونه سبباً للتنبيه ودعوة لحضور الناس إلى الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، مشيراً إلى ما ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة حول فضل المؤذنين. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة»، كما جاء في صحيح مسلم. وشرح الإمام النووي هذا الحديث بأن المؤذنين يكونون أكثر الناس تشوقاً لرحمة الله يوم القيامة لما يرونه من ثواب عظيم.

الجدير بالذكر أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة المساجد تولي جلّ الرعاية والاهتمام بأئمة المساجد والمؤذنين جميعاً وبالأئمة والمؤذنين القطريين خصوصاً، كونهم يقومون بشرف خدمة بيوت الله تعالى، وهم صلة الوصل مع أطياف المجتمع وتنبني عليهم آمال جسيمة تجاه المجتمع، من خلال السلوك القويم وحسن التعامل برفق ولين، وتقديم القدوة الحسنة لكل من يعيش على أرض قطر، باعتبار أن الأئمة والمؤذنين يحملون رسالة سامية، فهم الركن الأساس في عمارة المساجد من خلال رفع الأذان وإمامة المصلين والتوجيه والإرشاد لمرتادي المساجد، فضلا عن دورهم الفاعل في الارتقاء بقيم وأخلاق أفراد المجتمع القطري، وتعزيز الجوانب الإيمانية والروابط الأخوية التي حثنا عليها الشرع الحنيف، وذلك من خلال اللّحمة والترابط وعبر كلمات التوجيه والإرشاد وإلقاء المحاضرات ودروس العلم الشرعي والرد على الأسئلة التي يحتاج المصلون إليها في أمور الطهارة والعبادات خاصة وبعض الأحكام الفقهية، حتى تصح صلاتهم وعبادتهم ومعاملاتهم الشرعية، وتعزيز الالتزام بآداب ديننا الإسلامي بفهم صحيح ونهج وسطي وفق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فضلاً عن جهودهم في ساحات الدعوة إلى الله عبر منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإسلامية وفق خطاب ديني متوازن.

copy short url   نسخ
22/01/2025
20